مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب بيعة الأعراب

          ░45▒ باب بيعة الأعراب
          فيه حديث جابر: أن أعرابيًّا بايع رسول الله على الإسلام، فأصابه وعك.. الحديث.
          البيعة على الإسلام كانت فرضاً على جميع الناس أعراباً كانوا أو غيرهم، وإباؤه ◙ بعد طلب الإقالة؛ لأنه لا يعين على معصية.
          قوله: (تنفي خبثها) أي: تنفي من لا خير فيه؛ لأن المدينة إنما يحمل على سكناها مع شدة حال ساكنها دل ذلك على ضعف إيمانه.
          و(ينصع طيبها) أي: يظهر، وعبارة ابن التين: أي يبقى فيها ويقيم على سكناها الطيبون، والناصع: الصافي النقي اللون، وخروج الأعرابي منها دون إذنه له ◙ بعد هجرته إليها تشبه بالردة؛ لأن بيعته ◙ إياه في أول قدومه إنما كانت على أن لا يخرج أحد عنها فخروجه عصيان إذ كانت الهجرة أيضاً قبل الفتح على كل من أسلم من المسلمين إليها، فمن لم يهاجر إليها لم تكن بينه وبين المؤمنين موالاة، لقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ} [الأنفال:72]، فبقي الناس على هذا إلى عام الفتح، فقال: ((لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)).