مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب بطانة الإمام وأهل مشورته

          ░42▒ باب بطانة الإمام وأهل المشورة
          البطانة: الدخلاء.
          فيه حديث أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري، واسمه سعد بن مالك بن سنان عن النبي صلعم قال: ((ما بعث الله من نبي)) الحديث.
          والتعليق عن معاوية أخرجه (ت) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، عن معمر بن يعمر عنه.
          وينبغي لمن سمع هذا الحديث أن يتأدب / به ويسأل الله العصمة من بطانة الشر وأهله، ويحرص على بطانة الخير وأهله، قال سفيان الثوري: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى وأهل الأمانة ومن يخشى الله، قال سفيان: وبلغني أن المشورة نصف العقل، وقال الحسن في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159] قال: قد علم أنه ليس به إليهم حاجة، ولكن أراد أن يستن به بعده. وسيأتي الكلام في المشورة في كتاب الاعتصام.
          وغرض (خ) بذلك إثبات الأمور لله فهو العاصم من نزغات الشياطين ومن كل وسواس وخناس، والوزير الجيد أو السوء يوهم صاحبه أن ما يشير به الصواب، والمعصوم من عصمه الله لا من عصمته نفسه الأمارة بالسوء بشهادة الله عليها بذلك، ومن أصدق من الله حديثاً.