مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الألد الخصم

          ░34▒ باب الألد الخصم
          فيه حديث عائشة: قالت: قال رسول الله صلعم: ((أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)) وسلف في المظالم والغصب.
          قال المهلب: لما كان اللدد حاملاً على المطل بالحقوق والتعريج بها عن وجهها والليّ بها عن مستحقها وظلم أهلها استحق فاعل ذلك بغضة الله تعالى وأليم عقابه.
          قال والدي ⌂:
          (باب إجابة الحاكم).
          قوله: (فكوا العاني) أي: الأسير في أيدي الكفار، و(الداعي) أي: إلى الطعام لكن لا يجاب الإجابة شرائط مذكورة في الفقهيات.
          قوله: (أبو حميد) بالضم عبد الرحمن الساعدي، و(أسد) بسكون السين؛ لأنه الأزد صرح به في كتاب الهبة، و(عبد الله بن اللتبية) بضم اللام وإسكان الفوقانية وبفتحها وبالموحدة وياء النسبة ويقال أيضاً الأتبية بتبديل اللام همزة وهو اسم أمه.
          قوله: (تيعر) بكسر العين وبالفتح / من اليعار صوت الغنم، و(العفرة) بضم المهملة وتسكين الفاء وبالراء البياض المخالط للحمرة ونحوه، و(الإبط) بسكون الموحدة ومقابلة المثنى بالمثنى تفيد التوزيع وزاد هشام لسفيان وهو يروي عن أبيه عروة.
          قوله: (أدنى) بلفظ المفرد وفي بعضها بالمثنى وذلك على مذهب من جوز حالاته الثلاثة بالياء.
          قوله: (استقضى) يقال استقضى فلانا أي: طلب إليه أن يقضيه، و(الموالي) أي: العتقاء، و(عثمان بن صالح) السهمي المصري مر في انشقاق القمر، و(سالم بن معقل) بفتح الميم وبكسر القاف مولى أبي حذيفة مصغر الحذفة بالمهملة والمعجمة والفاء ابن عتبة بسكون الفوقانية القرشي كان يوم اليمامة اللواء بيمين سالم فقطعت فأخذها بيساره فقطعت فاعتنقها حتى قتل ☺، و(المهاجرون الأولون) هم الذين صلوا إلى القبلتين، وفي الكشاف هم الذين شهدوا بدراً.
          و(قباء) ممدود أو غير ممدود منصرفاً وغير منصرف، و(أبو سلمة) بفتحتين الظاهر أنه ابن عبد الأسد المخزومي هاجر إلى الحبشة وشهد بدراً، و(أن زيدًا) هو ابن الخطاب العدوي من المهاجرين الأولين شهد المشاهد كلها.
          و(عامر بن ربيعة) بفتح الراء هو صاحب الهجرتين.
          قوله: (إسماعيل بن أبي أويس) مصغر الأوس بالواو والمهملة، و(موسى بن عقبة) بسكون القاف، و(مروان ابن الحكم) بفتحتين، و(المسور) بكسر الميم (ابن مخرمة) بفتح الميم والراء وإسكان المعجمة.
          قوله: (له) أي: لرسول الله صلعم وفي بعضها أي: له ولمن كان مساعداً في عتقهم ويحتمل أن يكون الضمير لهوازن وهوازن مثل مساجد قبيلة، و(العرفاء) جمع العريف وهو الذي يعرف أصحابه وهو كالنقيب للقوم، و(طيبوا) أي: تركوا السبايا بطيب قلوبهم، و(أذنوا) في إعتاقهم وإطلاقهم.
          قوله: (نفاقا) لأنه إبطال أمر وإظهار أمر آخر ولا يراد به أنه كفر بل أنه كالكفر.
          قوله: (يزيد) من الزيادة ابن أبي حبيب ضد العدو، و(عراك) بكسر المهملة وخفة الراء ابن مالك الغفاري بكسر المعجمة وتخفيف الفاء.
          فإن قلت: ما المراد بالوجهين إذ لا يصح حمله على الوجه المشهور؟ قلت: هو مجاز عن الجهتين مثل المدحة والمذمة {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} الآية [البقرة:14] أي: شر الناس المنافقون.
          فإن قلت: هذا عام لكل نفاق سواء كان كفراً أم لا فكيف يكون شرًّا في القسم الثاني؟ قلت: هو للتغليظ أو للمستحل أو المراد شر الناس عند الناس؛ لأن من اشتهر بذلك لا يحبه أحد من الطائفتين.
          قال المهلب: قيل: هو معارض بحديث ابن عمر الذي فيه بئس ابن العشيرة ثم تلقاه بوجه طلق وليس كذلك؛ لأنه صلعم لم يقل خلاف ما قال أولاً إذ لم يقل بحضوره نعم ابن العشيرة، بل تفضل عليه بحسن اللقاء استئلافاً أو كفًّا بذلك أذاه عن المسلمين، ومنه أجاز العلماء التجريح والإعلام بما يعلم من سوء حال الرجل إذا خشي منه فساد.
          قوله: (محمد بن كثير) ضد القليل، و(هند) هي زوجة أبي سفيان الأموي، و(أخذ) أي: بدون إذنه مر قريباً وبعيداً.
          قوله: (أبلغ) أي: أفصح في كلامه وأقدر على إظهار حجته، و(لعل) استعمل استعمال عسى وبينهما مقارضة وأقضى له لأنه لا بد من الحكم بالظاهر ومقتضى الحجة (أو ليتركها) تخيير على سبيل التهديد إذ معلوم أن العاقل لا يختار أخذ النار التي تحرقه مر مراراً.
          قوله: (عتبة) بسكون الفوقانية ابن أبي وقاص (عهد) أي: أوصى عند وفاته، و(الوليدة) الجارية، و(زمعة) بسكون الميم وفتحها، واسم الابن عبد الرحمن، و(ابن أخي) أي: هو ابن أخي، و(عبد) ضد الحر، و(للعاهر الحجر) أي: للزاني الخيبة من الولد، و(سودة) بفتح المهملة أم المؤمنين، وإنما أمرها بالاحتجاب من الابن المتنازع فيه تورعاً واحتياطاً مر الحديث في أول البيع.
          قوله: (إسحاق بن نصر) بسكون المهملة، و(يمين صبر) أي: يمين حبس الشخص عندها ليحلف عليه يعني لا يكون سهواً منه، و(يقتطع) أي: يكتسب قطعة من المال لنفسه، و(فاجر) أي: كاذب.
          فإن قلت: الغضب غليان دم القلب لإرادة الانتقام ولا يصح على الله تعالى؟ قلت: أمثال هذه الإطلاقات يراد / لوازمها أي: إرادة إيصال العقاب إليه، و(الأشعث) بالمعجمة ثم فتح المهملة وبالمثلثة ابن قيس الكندي واسم الرجل المخاصم الخفشيش بالحاء والجيم والخاء المنقوطة المفتوحة في الثلاث وإسكان الفاء وكسر المعجمة الأولى وهو كندي أيضاً، و(يحلف) بالنصب مر في كتاب الشرب.
          قوله: (ابن عيينة) سفيان، و(ابن شبرمة) بضم المعجمة والراء وتسكين الموحدة بينهما عبد الله قاضي الكوفة، و(الجلبة) بفتح الجيم واللام اختلاط الأصوات، و(خصام) يحتمل أن يكون مصدراً لكن السياق يشعر بأنه جمع خصم مر مراراً.
          قوله: (ضياعهم) جمع: الضيعة وهي العقار وهو من عطف الخاص على العام، و(نعيم) مصغراً وهو النحام؛ لأنه صلعم قال: ((سمعت نحمة نعيم)) أي: سعلته في الجنة فلفظ الابن زائد، و(المبيع) مدبر ذكره في الحديث الذي بعده.
          قوله: (ابن نمير) مصغر الحيوان المشهور (محمد) ابن عبد الله بن نمير الهمداني، و(محمد بن بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة، و(إسماعيل) ابن أبي خالد وسلمة بفتحتين ابن كهيل مصغراً، و(عطاء بن أبي رباح) بتخفيف الموحدة، و(الرجل) هو المشهور بأبي مذكور واسم الغلام يعقوب والمشتري نعيم، و(عن دبر) أي: علق عتقه بموته.
          وفيه جواز بيع المدبر، مر الحديث في باب بيع المزايدة.
          الزركشي:
          (استعمل النبي صلعم رجلاً من بني أسد) هو بسكون السين، وأصله أزد، وأبدلت الزاي سيناً، كما تقول: أزدى إلي معروفاً وأسدى، وصحف من قرأه بالسين.
          (الأتبية) بفتح الهمزة، سبق في الزكاة.
          وحديث مروان والمسور سبق في المغازي.
          وكذا حديث عبد بن زمعة، انتهى كلام الزركشي.
          [أقول:]
          قوله: (ابن الأتبية) قال ابن دريد: هو لقب بطن من العرب منهم ابن اللتبية رجل من الأزد، يقال في الأزد الأسد، واسمه دراء على وزن فعال قاله الدمياطي، وقال ابن قرقول: اسمه عبد الله.
          و(العريف) هو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، وقوله في الحديث: العرافة حق والعرفاء في النار؛ أي: فيها مصلحة للناس ورفق في أمورهم هذا معنى قوله العرافة حق، وأما قوله العرفاء في النار فتحذير من التعرض للرئاسة لما في ذلك من البينة وأنه إذا لم يقم بحقها أثم واستحق العقوبة.
          وسأل طاوس ابن عباس ما معنى قول الناس: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة؟ فقال: رؤساء أهل الجنة.
          والألد الخصم هو الدائم الخصومة مأخوذ من لِديدي الوادي وها جانباه؛ لأنه كلما أخذ عليه جانب من الحجة أخذ في آخر.