مجمع البحرين وجواهر الحبرين

قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}

          ░1▒ وقول الله: {أَطِيعُوا اللهَ} الآية [النساء:59]
          فيه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلعم قال: ((من أطاعني)) الحديث.
          وحديث ابن عمر أن رسول الله صلعم قال: ((ألا كلكم راع)) الحديث.
          وهذا يدل على وجوب طاعة السلطان وجوباً مجملاً؛ لأن فيه طاعة الله وطاعة رسوله فمن ائتمر لطاعة أولي الأمر لأمر الله ورسوله بذلك فطاعتهم واجبة فيما رأوه من وجوه الصلاح، حتى إذا خرجوا إلى ما يشك أنه معصية لله لم يلزمهم طاعتهم فيه وطلب الخروج عن طاعتهم لغير مواجهة بالخلاف.
          وأولوا الأمر في الآية الأمراء كما قال أبو هريرة أو العلماء / كما قال الحسن أو الصحابة كما قال مجاهد وربما قال: أولو العقل والسنة، وقال زيد بن أسلم: هو الولاة، وقرأ ما قبلها: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:58] به.
          وفي حديث ابن عمر أن فرضاً على الأمراء نصح من ولاهم الله أمرهم، وكذلك كل من ذكر في الحديث، فمن استرعى أمراً أو اؤتمن عليه، فالواجب عليه بذل النصيحة فيه، وقد قال ◙: ((من استرعى رعية فلم يحطها بنصيحته لم يرح رائحة الجنة)) وسيأتي هذا الحديث في باب: من استرعى رعية ولم ينصح.