مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب هدايا العمال

          ░24▒ باب هدايا العمال
          فيه حديث أبي حميد الساعدي أنه قال: استعمل النبي صلعم رجلاً الحديث وسلف في الزكاة.
          قال ابن دريد: بنو لتب بطن من العرب منهم ابن اللتبية رجل من الأزد(1)، ويقال فيه الأسد بالسين واسمه درال وزن فعال، وكان له معروف وإحسان إلى الناس، فيقول القائل: أزدى إلي معروفاً، وأسدى، فلقب: الأزد والأسد على الإبدال.
          قوله: (أو بقرة لها خوار) هو بالخاء المعجمة، وسلف عن (خ) ({خُوَارٌ} صوت، والجؤار كصوت البقرة) وزعم الإسماعيلي أن الذي بالخاء المعجمة صوت البقر، وهو ما في التنزيل، وأما الذي بالجيم فصوت في خشوع وتضرع من الآدمي، قال تعالى: {فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53].
          قوله: (إن كان بعيرا له رغاء) هو صوت البعير.
          قوله: (أو شاة تيعر) هو بكسر العين، كذا ضبطه الدمياطي وصحح عليه. وشاة لها تعار، ويقال: يعار.
          وقال / القزاز: هو يعار بغير شك واليعار ليس بشيء، واليعار: صوت الشاة الشديد.
          وهذا والله أعلم إذا لم يرد ذلك إلى أربابه على قصد التوبة، وذكره ◙ ذلك على المنبر؛ لينقل فيقع الامتناع منه.
          وفيه: أن ما أهدي إلى العمال وخدمة السلطان بسبب سلطانهم أنه لبيت المال ألا ترى قوله ◙: ((هدايا الأمراء غلول)) وروي: ((هدايا العمال)) كما ترجم به (خ) إلا أن يكون الإمام يتيح له قبول الهدية لنفسه فذلك يطيب له كما قال ◙ لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: ((قد علمت الذي دار عليك في مالك وإني قد طيبت لك الهدية)) فقبلها معاذ وأتى بما أهدي إليه رسول الله، فوجده قد توفي، فأخبر بذلك الصديق، فأجازه.
          ذكره ابن بطال وسلف في ترك الحيل، في باب احتيال العامل ليهدى له تمام القول فيه، وعندنا أن هدية القاضي سحت ولا تملك.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: ابن اللتبية الأزدي العربي ولي الصدقة يقال اسمه عبد الله قاله الذهبي في ((التجريد)))).