مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب كتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى أمنائه

          ░38▒ باب كتاب الحاكم إلى عماله، والقاضي إلى أمنائه
          فيه حديث أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن الحديث بطوله في القسامة، وقد سلف وموضع الحاجة منه هنا أنه ◙ كتب إلى أهل خيبر: ((إما أن يدوا صاحبكم)) فكتبوا: ما قتلناه.
          وهذا الحديث أخرجه (خ) هنا عن عبد الله بن يوسف عن مالك، عن أبي ليلى، وعن إسماعيل، عن مالك، عن أبي ليلى به.
          وذكر ابن الحذاء أن رواية يحيى بن بكير وابن القاسم عن مالك: عن أبي ليلى كذلك وأن رواية عبد الله بن يوسف عن مالك عن أبي ليلى عبد الله بن سهل، وكذلك قال ابن إسحاق، و(خ) (م): أبو ليلى عبد الله بن سهل، وهو الصواب إن شاء الله وهو أبو ليلى عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن أخي أبي ليلى عبد الله المقتول بخيبر ابني سهل بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي ومجدعة بن حارثة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة.
          روى له (خ) (م) (د) (ت) (ق)، شهد عبد الرحمن جده وأخواه أحداً مع أخيه محيصة وتأخر إسلام حويصة بعد الخندق وقريظة، ونهش عبد الرحمن بحرة الأفاعي وهي على ثمانية أميال من الأبواء وهو ذاهب إلى مكة، فأمر ◙ عمارة بن حزم أن يرقيه فرقاه وهي رقية آل حزم كانوا يتوارثونها، وعاش عبد الرحمن حتى كانت خلافة عمر، فولاه البصرة حين مات عتبة بن غزوان، فلم يلبس عليها إلا خمساً وأربعين ليلة حتى مات، فاستخلف على البصرة العلاء الحضرمي.
          وسهل بن أبي خثمة: عبد الله، وقيل عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة، ولد سنة ثلاث من الهجرة وحفظ عن رسول الله صلعم.
          وأبوه كان دليل رسول الله لما مضى إلى أحد، وبعثه خارصاً إلى خيبر بعد جبار بن صخر، وبعثه الصديق والفاروق وعثمان، ومات أول خلافة معاوية وقيل في خلافة عمر.
          وإمامة بنت عبد الرحمن بن سهل بن زيد كانت [تحت] سهل بن أبي خثمة. ومنهم من نسب أبا ليلى إلى سهل بن أبي خثمة وهو وهم.
          وكان عبد الرحمن بن سهل له فهم وعلم. روي أنه جاءت جدتان إلى الصديق، فأعطى السدس أم الأم دون أم الأب، فقال له عبد الرحمن بن سهل: يا خليفة رسول الله أعطيت التي لو ماتت لم يرثها وتركت التي لو ماتت ورثها، فجعله الصديق بينهما.
          قوله: (من جهد أصابهم) أي: شدة، و(الفقير): البئر، وقيل هو حفير يتخذ في السرب الذي يصنع للماء تحت الأرض يحمل فيه الماء من موضع إلى موضع يكون عليه أفواه كأفواه الآبار منافس على السرب.
          قوله: (فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه) يحتمل أن يكون تحقيق ذلك عنده؛ لقرائن الأحوال، ويحتمل أن ينقل إليه ذلك بالخبر الموجب للعلم.
          وقولهم: (والله ما قتلناه) مقابلة / اليمين باليمين.
          قوله: (وأقبل هو وأخوه حويصة وعبد الرحمن أخو عبد الله) يريد: على رسول الله.
          قوله: (كبر كبر) يحتمل أن يراد به تأديب محيصة، أو ليسمع من حويصة ما سمع من أخيه في أول قوله.
          قوله: (إما أن يدروا صاحبكم، وإما أن يؤذنوا بحرب) يريد: المتهمين بالقتل إذا لم يعين القاتل.
          قوله: (فكتب إليهم بذلك) هو من تمام الحكم، والإعذار عند المالكية واجب.
          قوله: لولاة الدم (أتحلفون وتسحقون دم صاحبكم؟) يحتمل أن يكونوا أتوا بلوث.
          قوله: (لا توقفهم عن ذلك) لأنهم لم يشهدوا قتله، ولم يقم عندهم من طريق الخبر ما يقطعون به.
          قوله: (تحلف لكم يهود) على معنى: رد الأيمان.
          وقولهم: (ليسوا بمسلمين) أي: لأنهم يرون قتل المسلم ديناً يستخفون بالأيمان في ذلك.
          قوله: (فوداه من عنده) يريد من بيت المال؛ لأنهم أهل إبل.