مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من بايع رجلًا لا يبايعه إلا للدنيا

          ░48▒ باب من بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا
          فيه حديث أبي هريرة: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة)).. الحديث.
          وسلف في الشرب وهو وعيد شديد في الخروج على الأئمة، ونكث بيعتهم لأمر الله بالوفاء بالعقود إذ في ترك الخروج عليهم تحصين الفروج والأموال وحقن الدماء وفي القيام عليهم تفرق الكلمة وتشتيت الألفة.
          وفيه فساد الأعمال إذا لم يرد بها وجه الله وأريد بها عرض الدنيا، وهذا في معنى قوله: ((إنما الأعمال بالنيات)) وفيه عقوبة من منع ابن السبيل فضل ما عنده / قال ابن التين: وحكمة أن يقاتل، فإن قتل فشر قتيل.
          ويدخل في معنى الحديث منع غير الماء، وكل ما بالناس الحاجة إليه.
          وفيه: تحريم مال المسلم إلا بالحق.
          وفيه: عقوبة الحلف بالله كاذباً، وإنما خص به العصر؛ لأنه الوقت الذي ترتفع فيه ملائكة النهار بأعمال العباد.
          قوله: (ورجل بايع إماما) إلى قوله: (وإلا لم يف) فهذا لا حظ له في الآخرة؛ لأن بيعة الإمام إنما تكون لله وعلى إتيان حدود الله، ولتكون كلمة الله هي العليا أعطي أو لم يعط.
          قوله: (ورجل بايع رجلاً) هذا من الخديعة والغش والكذب.