مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب ما ذكر أن النبي لم يكن له بواب

          ░11▒ باب ما ذكر أن النبي صلعم لم يكن له بواب
          فيه حديث أنس السالف في الجنائز: (فلم يجد عنده بواباً).
          وفي آخر: ((إن الصبر عند أول صدمة)) وهو محمول على الثواب الراتب، أو في الوقت الذي كان يظهر فيه جمعاً بينه وبين حديث القف السالف قديماً، وحديثاً في الغلام الذي كان على المشربة، أو يحمل حديثه على وقت شغله أو خلوته بنفسه وهو الظاهر، وقد أمنه الله أن يغتال أو يهاج أو تطلب غرته بقوله: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67] ولهذا لم يتخذ حاجباً.
          وقد أراد عمر بن عبد العزيز أن يسلك هذه الطريقة؛ تواضعاً لله فمنع الشرط والبوابين، فتكاثر الناس تكاثراً اضطروه إلى الشرط، فقال: لا بد للسلطان من وزعة.
          قوله: (فإنك خلو من مصيبتي) أي: خال.
          وقولها: (فلم تجد عنده بوابا) أي: حاجباً، هذه كانت أكثر حالاته، قال الداودي: والذي أخذ به بعض القضاة من شدة الحجاب وإدخال بطائق الخصوم لم يكن ذلك من السلف، ولن يأتي آخر هذه الأمة بأفضل ما أتى به أولها. وهذا من النكير، كان عمر يرقد في الأفنية نهارا.