الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قصة عمان والبحرين

          ░73▒ (باب: قصَّة عُمَانَ والبَحْرَين)
          أما البَحْرَين: فبلد عبد القيس بين البصرة وعُمان.
          وأمَّا عُمان: فبضمِّ المهملة وتخفيف الميم، قال عياض: هي فُرْضَة بلاد اليمن، لم يزد في تعريفها على ذلك، وقال الرَّشَاطِي: عُمان في اليمن سُمِّيت بعُمان بن سبأ، ينسب إليه الجُلَنْدى رئيس أهل عُمان، ذكر وَثِيمَة أنَّ عمرو بن العاص قدم عليه مِنْ عند النَّبيِّ صلعم فصدَّقَه، وذكر غيره أنَّ الَّذِي آمن على يد عمرو بن العاص ولد(1) الجُلَنْدى عَيَّاذ وجَيْفَر، وكان ذلك بعد خيبر، ذكره أبو عمرو.انتهى.
          وروى الطَّبَرانيُّ مِنْ / حديث المِسْور بن مَخْرَمة(2) قال: ((بعث رسول الله صلعم رُسُله إلى الملوك)) فذكر الحديث، وفيه: ((وبعث عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعَيَّاذ ابني الجُلَنْدى ملك عُمان)) فرجعوا جميعًا قبل وفاة رسول الله صلعم إلَّا عَمْرًا فإنَّه تُوفِّي وعمرو بالبحرين، وفي هذا إشعار بقرب عُمان مِنَ البحرين وبقرب البعث إلى الملوك مِنْ وفاته صلعم، فلعلَّها كانت بعد حُنَين فتَصَحَّفَت، ولعلَّ المصنِّف أشار بالتَّرجمة إلى هذا الحديث لقوله في حديث الباب: ((فلم يَقْدَم مال البحرين حتَّى قُبِض رسول الله صلعم)).
          تنبيهان: بعمل الشَّام بلدة يقال لها: عَمَّان لكنها بفتح العين وتشديد الميم، وليست مراده هاهنا قطعًا، وإنَّما وقع اختلاف الرُّواة فيما وقع في صِفَة الحوض النَّبويِّ، كما سيأتي في مكانه حيث جاء في بعض طرقه ذكر عمان، وجَيْفَر مثل جعفر إلَّا أنَّ بدَل العين تحتانيَّة، وعَيَّاذ بفتح المهملة وتشديد التَّحتانيَّة وآخره [ذال] معجمة، والجُلَنْدى: بضم الجيم وفتح اللَّام وسكون النُّون والقصر. انتهى مِنَ «الفتح».


[1] في (المطبوع): ((ولَدَا)).
[2] في (المطبوع): ((المخرمة)).