الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع

          ░60▒ (باب: بَعْث أبي مُوسَى ومُعَاذ إلى اليَمَن...)
          كأنَّه أشار بالتَّقييد بقوله: (قبل حجَّة الوداع) إلى ما وقع في بعض أحاديث الباب أنَّه رجع مِنَ اليمن، فلقيَ النَّبيَّ صلعم بمكَّة في حجَّة الوداع، لكنَّ القَبْلِيَّة نسبيَّة، وقد قدَّمت في الزَّكاة في الكلام على حديث معاذ متى كان بعْثُه إلى اليمن؟ وروى أحمد عن معاذ: ((لمَّا بعَثَه رسول الله صلعم إلى اليمن خَرَج يُوْصِيه ومعاذٌ راكبٌ))... الحديث، وفي رواية عنه: ((لمَّا بعَثَني النَّبيُّ صلعم إلى اليَمَن قال: قدْ بَعَثْتُك إلى قوم رقيقةٍ قلوبُهم فقاتلْ بمن أطاعك مَنْ عصاك)) وعند أهل المغازي أنَّها كانت في ربيع الآخر سنة تسع مِنَ الهجرة. انتهى.
          وقال في كتاب الزَّكاة: وكان بعْثُ معاذ ☺ إلى اليمن سنة عشر قبل حجِّ النَّبيِّ صلعم كما ذكره المصنِّف في أواخر المغازي، وقيل: كان ذلك في أواخر سنة تسع عند مُنْصَرَفِه صلعم مِنْ تبوك، رواه الواقديُّ بإسناده إلى كعب بن مالك وأخرجه ابن سعد في «الطَّبقات» عنه، ثمَّ حكى ابن سعد أنَّه كان في ربيع الآخر سنة عشر، وقيل: بعَثَه عام الفتح سنة ثمان، واتَّفقوا على أنَّه لم يزل على اليمن إلى أنْ قَدِم في عهد أبي بكر، ثمَّ توجَّه إلى الشَّام فمات بها، واختُلِف هل كان معاذ واليًا أو قاضيًا؟ فجزم ابن عبدِ البرِّ بالثَّاني، والغسانيُّ بالأوَّل. انتهى.
          وقال الحافظ أيضًا: تنبيه: كان بعث أبي موسى إلى اليمن بعد الرُّجوع من غزوة تبوك، لأنَّه شهد غزوة تبوك مع النَّبيِّ صلى لله عليه وسلم، كما سيأتي. انتهى مِنَ «الفتح».