الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}

          ░4▒ (باب: قَوْل الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} الآية [الأنفال:9])
          قال الحافظ: أورد البخاريُّ فيه حديثين، فقصَّة المِقْداد فيها بيان ما وقع قبل الوقعة، وحديث ابن عبَّاسٍ فيه بيان الاستغاثة.
          وقوله: {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ} [الأنفال:9] وهذه(1) آية الأنفال، وتقدَّم(2) ما يخالف في العدد مِنْ آية آل عمران.
          قال الحافظ: روى ابن أبي حاتم بسندٍ صحيحٍ إلى الشَّعبيِّ أنَّ المسلمين بلغَهُم يوم بدر أن كُرْزَ بنَ جَابِر يُمِدُّ المشركين، فأنزل الله تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ} الآية [آل عمران:124] قال: فلم يُمِدَّ كُرْزٌ المشركين، ولم يمدَّ المسلمين بالخَمْسَة، ومِنْ طريق سعيد عن قتادة قال: ((أمدَّ الله المسلمين بخمسة آلاف مِنَ الملائكة)) وعن الرَّبيع بن أنس قال: ((أمدَّ اللهُ المسلمين يوم بدرٍ بألف، ثمَّ زادهم فصاروا ثلاثة آلاف، ثمَّ زادهم فصاروا خمسة آلاف)) قال الحافظ: وكأنَّه جمع بذلك بين آيتي آل عمران والأنفال. انتهى.
          قوله: ({إِذْ يُغَشِّيكُمُ(3) النُّعَاسَ أَمَنَةً} [الأنفال:11]) قالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ: قال ابن مسعود: النُّعَاس في القتال أَمَنَةٌ مِنَ الله تعالى، وفي الصَّلاة مِنَ الشَّيطان لعنه الله تعالى، وقال قتادة: النُّعاس في الرَّأس والنَّومُ في القلب، وقال ابن كَثير: أمَّا النُّعاس فقد أصابهم يوم أُحد، وأمَّا يوم بدر فتدلُّ له هذه الآية أيضًا. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((وهذا)).
[2] في (المطبوع): ((تقدم)).
[3] في (المطبوع): ((يغشاكم)).