الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب مقام النبي بمكة زمن الفتح

          ░52▒ (باب: مقَام النَّبيِّ صلعم بمكَّة زَمَنَ الفَتْحِ)
          بفتح الميم(1) مَقَام الأولى في «الفرع» وفي غيره بضمِّها، أي: الإقامة، والمراد: وصفه بأنَّه أقام (2). انتهى.
          قلت: والأَولى بضمِّ الميم وهو الَّذِي ذكره العينيُّ واقتصرَ عليه، فإنَّ المقصود هاهنا بيان الإقامة، أي: مُدَّتُها، وأمَّا المَقام_بفتح الميم_ فهو ظرف يرادف المنزل، وقد تقدَّم (باب: منزله صلعم) وإلَّا لزم التَّكرار.
          قال الحافظ: ذكر فيه حديث أنس: (أقَمْنَا مع النَّبيِّ صلعم عَشْرًا...) وحديث ابن عبَّاسٍ وفيه: (أقام بمكَّة تسعة عشر يومًا...) وفي الرِّواية الثَّانية عنه: ((أقمنا في سفر)) ولم يذكر المكان، فظاهر هذين الحديثين التَّعارض، وَالَّذِي أعتقده أنَّ حديث أنسٍ إنَّما هو في حَجَّة الوداع فإنَّها هي السَّفرة الَّتي أقام فيها بمكَّة عشرًا، وأمَّا حديث ابن عبَّاسٍ فهو في الفتح، وقد قدَّمت ذلك بأدلَّتِه في (باب: قصر الصَّلاة) وأوردت هناك التَّصريح بأنَّ حديث أنس إنَّما هو في حَجَّة الوداع، ولعلَّ البخاريَّ أدخل في هذا الباب إشارة إلى ما ذكرتُ، ولم يُفْصِح بذلك تشحيذًا للأذهان، ومدَّة إقامتهم في سفر الفتح حتَّى رجعوا إلى المدينة أكثرُ مِنْ ثمانين يومًا. انتهى.
          وفي «هامش الهنديَّة»: لعلَّ البخاريَّ أدخله في هذا الباب إشارةً إلى أنَّه لا تعارُض بين حديث أنس وحديث ابن عبَّاسٍ، لأنَّ الإقامتين مختلفتان في سفرتين(3). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((ميم)).
[2] إرشاد الساري:6/397
[3] في (المطبوع): ((سفرين)).