الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

قصة الأسود العنسي

          ░71▒ (باب: قصَّة الأَسْوَد العَنْسِيِّ)
          بسكون النُّون، وحكى ابن التِّين جواز فتحها، ولم أر له في ذلك سلفًا، ثمَّ قال بعد ذكر حديث الباب: أمَّا مسيلمة فقد ذكرت خبره، وأمَّا العَنْسِيُّ وفيروز فكَان مِنْ قصَّة أنَّ العَنْسِي وهو الأسود اسمه(1) عَبْهَلة بن كعب، وكان يقال له: أيضًا ذو الخمار_بالخاء المعجمة_ لأنه(2) كان يخمِّر وجهه، وقيل: هو اسم شيطانه، وكان الأسود قد(3) خرج بصنعاء، وادَّعَى النُّبوَّة، وغلب على عامل صنعاء المهاجر بن أبي أميَّة، ويقال له: إنَّه مرَّ به فلمَّا حاذاه(4) عثر(5) الحمار فادَّعى أنَّه سجد له، ولم يقم الحمار حتَّى قال له شيئًا فقام، وروى البَيْهَقيُّ في «الدَّلائل»: خرج الأسود الكذَّاب وهو مِنْ بني عَنْس_ يعني بسكون النُّون_ وكان معه شيطانان، يقال لأحدهما: سُحَيق_بمهملتين وقاف مصغَّر_ والآخر شُقَيق بمعجمة وقافين مصغَّر، وكانا يخبرانه بكلِّ شيء يحدث مِنْ أمور النَّاس، وكان بَاذَان عاملَ النَّبيِّ صلعم بصنعاء فمات فجاء شيطان الأسود فأخبره فخرج في قومه حتَّى ملك صنعاء وتزوَّج المرزُبَانة زوجة باذان، فذكر القصَّة في مواعدتها دَادَوَيْه وفيرُوز وغيرهما، [حتى دخلوا على الأسود ليلًا، وقد سقته المرزبانة الخمر صِرفًا حتَّى سكر، وكان على بابه ألف حارس فنقب فيروز ومَنْ معه الجدار]... حتَّى دخلوا فقتله فيروز واحتزَّ رأسه، وأخرجوا المرأة وما أحبُّوا مِنْ متاع البيت، وأرسلوا الخبر إلى المدينة فوافى بذلك عند وفاة النَّبيِّ صلعم.
          قال أبو الأسود عن عروة: أصيب الأسود قبل وفاة النَّبيِّ صلعم بيوم وليلة، فأتاه الوحيُ فأخبر به أصحابه، ثمَّ جاء الخبر إلى أبي بكر ☺ ، وقيل: وصل الخبر بذلك صبيحة دفن النَّبيِّ صلعم (6). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((واسمه)).
[2] في (المطبوع): ((لأن)).
[3] في (المطبوع): ((وقد)).
[4] في (المطبوع): ((حازاه)).
[5] في (المطبوع): ((عشر)).
[6] فتح الباري:8/93