الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب غزوة ذي الخلصة

          ░62▒ (باب: غزوة ذي الخَلَصَة)
          بفتح الخاء المعجمة واللَّام بعدها مهملة، وحكى ابن دُرَيد فَتْحَ أوَّله وإسكان ثانيه، وحكى ابن هشام ضمَّها، وقيل: بفتح أوَّله وضمِّ ثانيه، والأوَّل أشهر، والخَلَصَة: نبات له حبٌّ أحمر كخرز العقيق، وذو الخَلَصة اسم للبيت الَّذِي كان فيه الصَّنم، وقيل: اسم البيت الخَلَصَة واسم الصَّنم ذو الخلصة، وحكى المبرِّد أنَّ موضع ذي الخلصة صار مسجدًا جامعًا لبلدة يقال لها: العَبْلَات مِنْ أرض خثعم، وَوَهِم مَنْ قال: إنَّه كان في بلاد فارس (1). انتهى.
          وروى الحاكم في «الإكليل»: مِنْ حديث البراء بن عازب قال: ((قدم على النَّبيِّ صلعم مئة رجل مِنْ بَجِيلة وبَنِي قُشَيْر مع جرير بن عبد الله فسأله عن بني خَثْعَم فأخبرهُم أنَّهم أبَوا أن يجيبوا إلى الإسلام، فاستعمله على عامَّة مَنْ كان معه، وندب معه ثلاثة مئة مِنَ الأنصار وأمره أن يسير إلى خثعم فيدعوَهم ثلاثة أيَّام، فإن أجابوا إلى الإسلام قبل منهم وهدم صنمهم ذا الخَلَصة، وإلَّا وَضع فيهم السَّيفَ (2)). انتهى.
          قلت: ذكرها صاحب «مجمع البحار» في وقائع السَّنة العاشرة، ولم يذكر(3) صاحب «الخميس» هاهنا، واختار هو في ذكر وقائع هذه السَّنة ترتيب الإمام البخاريِّ، فذكر أوَّلًا بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، ثمَّ بعث خالد بن الوليد، ثمَّ بعث عليِّ بن أبي طالب إلى اليمن، ثمَّ بعث جرير بن عبد الله إلى ذي الكَلَاع، وسيأتي ذكرُ بعث جرير إلى ذي الكَلاع في البخاريِّ مع الكلام عليه.


[1] فتح الباري:8/71
[2] فتح الباري:8/72
[3] في (المطبوع): ((يذكرها)).