الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}

          ░21م▒ (باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} الآية [آل عمران:128])
          قال الحافظ: أي: بَيَان سبب نزول هذه الآية وقد ذكر في الباب سَبَبين ويحتمل أن تكون نزلت في الأمرين جميعًا فإنَّهما كانا في قصَّة واحدة، وسأذكر في آخر الباب سببًا آخر، وقال في آخر الباب: ووقع في رواية يونس عن الزُّهْريِّ عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة نحو حديث ابن عمر لكنَّ فيه: ((اللَّهمَّ العَنْ لِحْيَان ورِعْلًا وذَكْوَان وعُصَيَّة)) قال: ((ثمَّ بلغنا أنَّه ترك ذلك لمَّا نزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ})) قلت: وهذا إن كان محفوظًا احتمل أن يكون نزول الآية تراخى(1) عن قصَّة أُحُد، لأنَّ قصَّة رِعْلٍ وذَكْوَان كانت بعدها، وفيه بُعْدٌ، والصَّواب أنَّها نزلت في شأن الَّذِينَ دعَا عَلَيْهِم لسبب(2) قصَّة أُحُد. انتهى.
          وكتب الشَّيخ قُدِّس سرُّه في «اللَّامع» بعد ذكر الباب: ولمَّا كان في نزوله اختلافٌ أورد بعض الأقوال الأخر أيضًا في تفسيره وإن لم يكن مِنَ المباحث المتعلِّقة بأُحدٍ تبعًا واستطرادًا. انتهى.
          قلت: وغرض الشَّيخ قُدِّس سرُّه أنَّ الحديث الأوَّل مِنَ الباب متعلِّق بأحد دون الأخريين(3) فنبَّه الشَّيخ بذلك أنَّ ذِكرهما للتَّنبيه على الاختلاف(4) في سبب النُّزول، نقل العينيُّ فيه عدَّة أقوال ذُكِرت في «هامش اللَّامع».


[1] في (المطبوع): ((تراخيًا)).
[2] في (المطبوع): ((بسبب)).
[3] في (المطبوع): ((الأخيرين)).
[4] في (المطبوع): ((اختلاف)).