الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب غزوة سيف البحر

          ░65▒ (باب: غزوة سِيْفِ البَحْر...) إلى آخره
          هو بكسر المهملة وسكون التَّحتانيَّة وآخره فاء، أي: ساحل البحر.
          قوله: (وهم يَتَلقَّون عِيرًا لقريش...) إلى آخره، هو صريح ما في الرِّواية الثَّانية في الباب، حيث قال فيها: (نرصُد عير قريش) وقد ذكر ابن سعد وغيره أنَّ النَّبيَّ صلعم بعثهم إلى حيٍّ مِنْ جُهَينة بالقَبَلِيَّة_بفتح القاف والموحَّدة_ ممَّا يلي ساحل البحر، بينهم وبين المدينة خمس ليال، وأنَّهم انصرفوا ولم يلقَوا / كيدًا، وأنَّ ذلك كان في رجب سنة ثمان، وهذا لا يغاير ظاهرُه ما في «الصَّحيح» لأنَّه يمكن الجمع بين كونهم يتلقَّون عِيرًا لقريش ويقصدون حيًّا مِنْ جُهَيْنة، ويقوِّي هذا الجمع ما عند مسلم عن جابر قال: ((بعثَ رسول الله صلعم بعثًا إلى أرض جُهَيْنة)) فذكر هذه القصَّة، لكنَّ تلقِّي عيرِ قريش ما يُتَصَوَّر أن يكون في الوقت الَّذِي ذكره ابن سعد في رجب سنة ثمانٍ لأنَّهم كانوا حينئذ في الهدنة، بل مقتضى ما في «الصَّحيح» أن تكون هذه السَّريَّة في سنة ستٍّ أو قبلها قبل هدنة الحديبية، نعم يحتمل أن يكون تلقِّيهم للعِير ليس لمحارَبَتهم بل لحفظهم مِنْ جُهَيْنة، ولهذا لم يقع في شيء مِنْ طُرق الخبر أنَّهم قاتلوا أحدًا، بل فيه أنهم قاموا نصف شهر أو أكثر في مكان واحد، فالله أعلم.