الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}

          ░20▒ (باب: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} [آل عمران:153])
          قال الحافظ: قوله ({تُصْعِدُونَ} تَذْهَبُون...) إلى آخره، سقط هذا التَّفسير للمُسْتَملي، كأنَّه يريد الإشارة إلى التَّفرقة بين الثُّلاثيِّ والرُّباعيِّ، فالثُّلاثيُّ بمعنى ارتفع، والرُّباعيُّ بمعنى ذهب، وقال بعض أهل اللُّغة: أَصْعَد إذا ابتدأ السَّير.
          وقوله: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} [آل عمران:153] روى عبد بن حُميد مِنْ طريق مجاهد قال: ((كان الغمُّ الأوَّل حين سمعوا الصَّوت أنَّ محمَّدا قد قُتل، والثَّاني: لمَّا انحازوا [إلى النَّبيِّ صلعم] وصَعِدوا في الجبل، فتذكَّروا قَتْل مَنْ قُتِلَ مِنْهُم فاغْتمُّوا)) ومِنْ طريق سعيد عن قتادة نحوه، وزاد: (قوله(1): {لكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُم} أي: مِنَ الغَنِيمة، {وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} [آل عمران:153] أي: مِن الجِرَاحِ وقتلِ إخوانكم). وروى الطَّبريُّ مِنْ طريق / السُّدِّيِّ ونحوه، لكن قال: ((الغمُّ الأوَّل: ما فاتهم مِنَ الغنيمة، والثَّاني: ما أصابَهُم مِنَ الجراح)) وزادَ: ((قال: لمَّا صَعِدوا أقبل أبو سفيان بالخيل حتَّى أشرف عليهم فنسُوا ما كانوا فيه مِنَ الحزن على مَنْ قُتل منهم واشتغلوا بدفع المشركين)). انتهى.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع»: قوله: (أصْعَدَ وصَعِد...) إلى آخره، يعني به أنَّ اللَّفظ مشترك بين الذَّهاب في الأرض والرُّقيِّ على الشَّيء المرتفع، ولا فرق في معناه بين مجرَّدِه ومزِيدِه حتَّى إنه ليقالُ: أَصْعَدْتُ وصَعِدْتُ _بكليهما_ إذا ذَهَبْت وكذلك إذا رَقِيت، والله أعلم.
          وذكر في «هامشه» تَأبيده مِنْ كلام الشُّرَّاح وبعض المفسِّرين.


[1] في (المطبوع): ((وقوله)).