الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قتل أبي جهل

          ░8▒ (باب: قَتْلِ أبي جَهْل)
          قالَ العلَّامةُ العينيُّ: أي: بيان كيفيَّة قتله، وهذه التَّرجمة ثبتت لغير أبي ذرٍّ قيل_والقائل الحافظ ☼_: سقوطها أوجَهُ، لأنَّ فيه هلاكَ غير أبي جهلٍ أيضًا، قلت: وفي بعض النُّسخ أيضًا: <باب: قَتْل أبي جَهْلٍ وغيره> فعلى هذا ثبوتُها أوجَهُ. انتهى.
          قلت: ويُشْكِل هاهنا أنَّه ليس في بعض أحاديث الباب ذكرُ قتل أبي جهل، فيمكن أن يقال في الجواب عنه: إنَّ هذه / التَّرجمة مِنَ الأصل السَّادس مِنْ أصولِ التَّراجم، وهو الَّذِي يقال له: بابٌ في باب، فعلى هذا يكفي مناسبة تلك الرِّوايات بالباب السَّابق، فتأمَّلْ.
          وجواب آخر: وهو أنَّ في بعض النُّسخ هاهنا <باب: قتل أبي جهلٍ وغيره> كما تقدَّم في كلام العينيِّ، ولعلَّه لهذا قالَ العلَّامةُ العينيُّ في أحاديث الباب: مطابقته للتَّرجمة ظاهرة مع أنَّه ليس في بعضها ذكرُ أبي جهل، ثمَّ إنَّهم اختلفوا في قاتل أبي جهلٍ، بسطه الحافظ وغيره.
          وفي «هامش الهنديَّة»: قوله: ((ضَرَبَه أبناءُ(1) عَفْرَاء)) هما مُعَاذ ومُعَوِّذ، وفي مسلم أنَّ اللَّذين قتلاه مُعَاذ بن عمرو بن الجَمُوح(2) ومُعَاذ بن عَفْرَاء هو ابن الحارث وعَفْرَاء أمُّه، ورُوي أنَّ ابن مسعود هو الَّذِي أجهز فيه، وأخذ رأسه، قال الشَّيخ: يُحمل هذا على أنَّ الثَّلاثة اشتركوا في قتله، وكان الإثخان مِنْ مُعَاذ بن عمرو بن الجَمُوح(3)، وجاء ابن مسعود بعد ذلك، وفيه رمقٌ فجزَّ رأسه، كذا في الطِّيبيِّ.
          قالَ الكَرْمانيُّ: قالَ النَّوويُّ: قتله مُعَاذ بن عمرو وابنُ عفراء، قلت: لعلَّ القتل كان بفعل الكلِّ فأَسند كلُّ راوٍ إلى ما رواه مِنَ القرب أو زيادة الأثر على حسب اعتقاده، وقول ابن عبدِ البرِّ: الأصحُّ أنَّه قد ضربه أبناء(4) عفراء حتَّى برد، أي: مات، كذا في الكَرْمانيِّ. انتهى مِنْ «هامش الهنديَّة».
          تنبيه: قال الإمام أبو داود في «سُننه» في باب: الأَسِير يُوثَق، قال أبو داود: وهما_ أي عَوْف ومُعَوِّذ_ قتلا أبا جهل بن هشام، وكانا انتدبا له ولم يَعْرفاه.
          قال الشَّيخ في «البذل»: قلت: اللَّذان قتلا أبا جهل هما مُعَاذ ومُعَوِّذ أبناء(5) عفراء، وفي بعض الرِّوايات ذُكر معاذ بن عمرو بن الجموح، ولم أرَ أحدًا ذكر عوفًا فيمن قتل أبا جهل إلَّا أبا داود وابن سعد، فإنَّه قال في «طبقاته»: وقُتل عوف بن الحارث يوم بدر شهيدًا، قتله أبو جهل بن هشام بعد أنَّ ضربه عوفٌ وأخوه مُعَوِّذ ابنا الحارث، فأثبتاه إلى أن قال: ولكنَّ قاتل أبي جهل الَّذِينَ ذُكروا في البخاريِّ ومسلم هم ثلاثة: مُعَاذ ومُعَوِّذ ابنا عفراء، ومُعَاذ بن عمرو بن الجَمُوح، ولم أرَ لعَوفٍ ذكرًا أو(6) شركة في قتل أبي جهل (7) . انتهى.
          وفي «عون المعبود»: المشهور في الرِّوايات أنَّ ابني عفراء اللَّذين قتلا أبا جهل هما مُعَاذ ومُعَوِّذ. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((ابنا)).
[2] في (المطبوع): ((الجموع)).
[3] في (المطبوع): ((الجموع)).
[4] في (المطبوع): ((ابنا)).
[5] في (المطبوع): ((ابنا)).
[6] في (المطبوع): ((و)).
[7] بذل المجهود:12/220