الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث أبي هريرة: كان الرجل يداين الناس فكان

          3480- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) بتكبيرِ: ((عبدِ))؛ أي: الأُويسيُّ العامريُّ، قال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكونِ العينِ؛ أي: القرشيُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) أي: الزهريِّ (عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ) بتصغير: عبدٍ (ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ) بسكونِ المثنَّاة الفوقيَّة؛ أي: ابنِ مسعودٍ (عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ☺ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ) وفي بعضٍ: <النبي> (صلعم قَالَ: كَانَ رَجُلُ) تقدَّمَ أنه لم يُعلمِ اسمُه، وفي بعضِ الأصُولِ: <كانَ الرجلُ>، وعليها شرَحَ القسطلانيُّ، فقال: كذَا بالألفِ واللَّامِ في الفَرعِ وأصلِهِ، / لكن ضُبِّبَ عليهما، بل شُطبَ عليهما بالحُمرةِ، انتهى.
          وجملة: (يُدَايِنُ النَّاسَ) من: المدايَنةِ، خبرُ: ((كان)) (فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ) أي: لتابعِه الذي يقضيه حوائجَه (إِذَا أَتَيْتَ) بقصر الهمزةِ (مُعْسِراً) أي: لمطالبتِه بالدينِ (فَتَجَاوَزْ عَنْهُ) بفتحِ واوِ: ((فتجاوَزْ)) وسكون الزاي وأوله فاء، ولأبي ذرٍّ: بحذفِها، ورواهُ النسائيُّ بلفظِ: ((فيقولُ لرسولِهِ: خُذْ ما تيسَّرَ، واترُكْ ما عسُرَ وتجاوَزْ)) (لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، قَالَ:) أي: النبيُّ أو الراوي عنه.
          (فَلَقِيَ) بكسرِ القافِ؛ أي: الرجلُ (اللَّهَ) أي: عقِبَ موتِهِ، أو سوفَ يلقَى في القيامةِ، وعبَّرَ بالماضِي عنه لتحقُّقِ اللُّقيِّ له (فَتَجَاوَزَ) بالزَّاي؛ أي: فغفَرَ اللهُ له، ولمسلمٍ عن حذيفةَ: ((فقالَ اللهُ تعالى: أنا أحقُّ بذلك منكَ، تجاوَزُوا عن عبدِي)).
          وسبقَ الحديثُ مِراراً، منها في هذا البابِ، ومنها في البيوعِ وغيرِها.