الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}

          ░1م▒ (بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى) سقطَ: <باب> لأبوي ذرٍّ والوَقتِ، وقالا: <وقول الله تعالى> وعبارةُ ((الفتح)): ((وقولُ اللهِ ╡)) ({وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]) كذا وقعَ هذا هنا، ووقعَ في رواية أبي عليِّ بن شبَويه في صدرِ التَّرجمةِ وهو أولى، ومثلُهُ للنَّسفيِّ ولبَعضِهم هنا: <باب>، انتهت.
          {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} تقدَّمَ الكلامُ على الملائكةِ، واختُلِفَ في المرادِ بهم هنا، فقال البيضاوِيُّ: الملائِكةُ كلُّهم؛ لعمُومِ اللَّفظِ وعدمِ المخصِّصِ، وقيل: ملائكةُ الأَرضِ، وقيل: إبليسُ ومن كانَ معه في محاربَةِ الجنِّ، فإنَّهُ تعالى أمكنَهُم في الأرضِ أوَّلاً فأفسَدُوا فيها فبعثَ إليهم إبليسَ في جَيشٍ من الملائكةِ فدمَّرهُم وفرَّقَهم في الجزَائرِ والبلادِ، انتهى.
          والمرادُ بـ((الخليفَةِ)) آدمُ عليه السَّلام كما أسندَ ذلك الطَّبريُّ من طريق ابن سابط مرفُوعاً، قال: و((الأَرضُ)) مكَّةَ، فهو خليفَةُ اللهِ في أرضِهِ لإقامَةِ حدودِهِ وتنفيذِ قضَاياهُ، وردَّ بأنَّهُ لو كان المرادُ آدمَ فقط لما حسُنَ قولُ الملائكةِ: {أتجعل فيها من يفسد فيها} [البقرة:30] الآية، وقيل: ((الخليفةُ)) هُم بنو آدمَ، طائفةً بعد طائفةٍ وجيلاً بعد جِيلٍ كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ} [فاطر:39].
          وقيل: إنَّ آدمَ أو بنيهِ خليفَةُ الملائكةِ أو خليفةُ الجنِّ، وكلٌّ منهما مبنيٌّ على أنَّهُ كانَ في الأرضِ من يسكنُهَا قبل آدمَ أو ذرِّيَّتهِ من ملائكةٍ أو جنٍّ كما مرَّ، وعبارةُ البيضَاويِّ: ((الخليفَةُ)) من يخلفُ غيرهُ وينوبُ منابَهُ، والهاءُ للمبَالغةِ، والمرادُ به آدمُ عليه السَّلام؛ لأنَّهُ كان خليفةَ اللهِ في أرضِهِ، وكذلك كلُّ نبيٍّ استخلَفَهُم في عمَارةِ الأَرضِ وسياسةِ النَّاسِ وتكمِيلِ نفُوسِهِم، وتنفيذِ أمرِهِ فيهم لا لحاجَةٍ به تعالى إلى من ينوبُهُ، بل لقصُورِ المستخلَفِ عليه عن قبُولِ فيضِهِ وتلقِّي أمرِهِ بغيرِ واسطةٍ، ولذلك لم يستنبِئ مَلَكاً كما قالَ الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً} [الأنعام:9] ألا ترى أنَّ الأنبياءَ لما فاقتْ قوَّتُهم واشتعلَتْ قريحتُهم بحيث {يكادُ زيتُها يضِيءُ ولو لم تمسسْهُ نارٌ} [النور:35] أرسلَ إليهم الملائكةَ، ومَن كان منهم أعلى رتبةً كلَّمَهُ بلا واسطةٍ، كما كلَّمَ موسَى عليه السَّلام في الميقاتِ، ومحمَّداً صلعم ليلةَ المعراجِ، ونظيرُ ذلك في الطَّبيعةِ أنَّ العظمَ لما عجزَ عن قَبُولِ الغذاءِ من اللَّحمِ لما بينهما من التباعُدِ جعل الباري تعالى بحكمتِهِ بينهما الغضروفَ المناسبَ لهما؛ ليأخذ من هذا ويعطِي ذاكَ، أو خليفةَ من سكنَ الأرض قبلَهُ، أو هو وذريتهُ لأنَّهُم يخلُفُون من قبلهم، أو يخلفُ بعضهم بعضاً، انتهت.
          و((إذ)) ظرفٌ لما مضَى من الزمانِ و((إذا)) للمستقبلِ، ومحلُّهما النَّصب على الظرفيَّةِ دائماً لأنَّهما من الظروفِ الغير المتصرِّفةِ، والعامل في ((إذ)) هنا قالوا: الآتي، أو مضمرٌ دلَّ عليه مضمُونُ الآية المتقدِّمةِ، مثل: وبدأَ خلقَكُم إذ قال، أو غير ذلكَ ممَّا ذكرهُ البيضَاويُّ، قال: وعن مَعمرٍ: أنَّهُ مزيدٌ، انتهى.
          ونقل القرطبيُّ أيضاً الزيادةَ عن أبي عُبيدةَ، وقال: إنَّ جميعَ المفسِّرينَ ردُّوهُ حتى قال الزجَّاجُ: إنه جرأةٌ من أبي عبيدةَ.
          وقولُهُ: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ☻: {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4]: إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظٌ... إلخ) هذا من البُخاريِّ على عادتِهِ الغَالبةِ في تفسيرِ كلماتٍ من القُرآنِ تناسبُ التَّرجمةَ، وإن قال الكرمانيُّ: أمثالُ هذه تكثيرٌ لحجمِ الكتابِ لا تكثِيرٌ للفَوائدِ، انتهى.
          و{لما} في الطارق بتشديدِ الميمِ؛ بمعنى: إلَّا، قراءةُ عاصمٍ وحمزةَ وابنِ عامرٍ: ▬وإن↨ نافيةٌ، وهي لغة هذيلٍ، يقولون: سألتُكَ / باللهِ لمَّا فعلتَ؛ أي: إلَّا فعلتَ، وقرأَ الباقونَ: ▬لما↨ بتخفيفِ الميمِ، فقيل: ((ما)) صلةٌ و((إن)) مخفَّفةٌ من الثَّقيلةِ، والجملةُ على القراءتينِ: جوابُ القَسمِ.
          وهذا التَّعليقُ وصلَهُ ابنُ أبي حاتمٍ، وزادَ: ((إلَّا عليها حافِظٌ من الملائِكَةِ)) قال قتادةُ: هُم حفظةٌ يحفظونَ عملكَ ورزقكَ وأجلكَ، وفسَّرَهُ بعضُهم: باللهِ؛ لأنَّهُ رقيبٌ عليها.
          ({فِي كَبَدٍ} [البلد:4]) بفتحتين في: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد:1]من قولِهِ تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4]، وقولُهُ: (فِي شِدَّةِ خَلْقٍ) بفتحِ الخاء وسكونِ اللامِ، تفسيرٌ لـ{كَبَدٍ} رواهُ ابنُ عيينةَ في ((تفسيرهِ)) عن ابن عبَّاسٍ بسندٍ صَحيحٍ، وزادَ في آخرِهِ: ثمَّ ذكرَ مولدَهُ ونباتَ أسنَانِهِ، ومثلهُ للحَاكِم في ((مستدركه)) وقال أبو عبيدةَ: الكَبد: الشدَّةُ، قال لبيدٌ:
يا عَينُ هلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ                     إذ قُمنَا وقَامَ الخصُومُ في كَبَدِ
          وذلك لأنَّ الإنسَانَ يكابدُ مصائبَ الدُّنيا وشدائدَ الآخرةِ، قيل: لم يخلقِ اللهُ خلقاً يكابدُ ما يكابدُ ابنُ آدمَ وهو مع ذلك أضعفُ خلقِ الله، وعبارةُ البيضاويِّ: {فِي كَبَدٍ} نصبٍ ومشقَّةٍ من كبدَ الرَّجُلُ كبداً إذا وجعتْ كبدُهُ ومنه المكابدَةُ، والإنسَانُ لا يزالُ في شدائدَ مبدؤها ظلمَةُ الرَّحمِ ومضيقُهُ، ومنتهَاها الموتُ وما بعدَهُ، تسليةً لرسُولِ اللهِ عليه السَّلام ممَّا كانَ يكابدُهُ من قريشٍ، انتهت.
          (وَرِيَاشاً: الْمَالُ) قال في ((الفتح)): هذا قولُ ابنِ عبَّاس أيضاً، وصلَهُ ابنُ أبي حاتمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ، وإثباتِ الألفِ بعدَ التَّحتيةِ قراءةٌ شاذةٌ قرأَ بها الحسنُ البصريُّ، وهي جمعُ: رِيْشٍ _بكسرِ الرَّاء_ كشِعْب وشِعاب، ووقعَ لأبي ذرٍّ: <وريْشاً> بإسكان التحتيَّة وحذف الألف وهي أولى؛ لأنَّها قراءةُ السَّبعةِ المتواترةِ في قولِهِ تعالى في أوائل الأعراف: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ} [الأعراف:26].
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غيرُ ابن عبَّاسٍ (الرِّيَاشُ) بالألف (وَالرِّيشُ) بحذفها (وَاحِدٌ وَهُوَ مَا ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ) هذا تفسيرُ أبي عبيدةَ، وزاد: تقول: أعطاني ريشَهُ؛ أي: كسوتَهُ، قال: و((الرِّياشُ)) أيضاً المعاشُ، وقال ابن الأعرابيِّ: كلُّ شيءٍ يعيشُ به الإنسانُ من متاعٍ أو مالٍ أو مأكُولٍ فهو ريشٌ وريَاشٌ، وقال ابنُ السِّكِّيت: الرِّياش مختصٌّ بالثِّيابِ والأثَاثِ، والريش قد يُطلقُ على سائرِ الأمْوالِ، وقال البيضَاويُّ: {وريشاً} ولباساً يتجمَّلُون به، والرِّيش: الجمالُ، وقيل: المالُ، ومنه تريَّشَ الرَّجلُ إذا تموَّلَ.
          ({مَا تُمْنُونَ}) بضمِّ التاء؛ أي: في قوله تعالى في الواقعة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} [الواقعة:58] وأصلُهُ: تُمْنِيُونَ: بكسرِ النونِ وضمِّ التحتيَّة بعدَهُ ثم نقلتْ ضمَّةُ الياء إلى النونِ بعدَ سلبِ كسرَتِها لثِقَلها فالتقَى ساكنان الياء والواو فحذفَتِ الياءُ؛ لالتقاءِ السَّاكنين.
          وقولُهُ: (النُّطْفَةُ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ) برفعِ: ((النُّطفةُ)) خبر: {مَا تُمْنُونَ} وقُرئَ شاذاً: ▬تَمنون↨ بفتحِ التاءِ من منى النُّطفةَ؛ بمعنى: أمنَاها؛ أي: قذَفَها في الرَّحِم، يقال: أمنَى ومنَى، والأولُ أكثرُ.
          وقال القُرطبيُّ: يحتمَلُ أن يختلفَ معناهُما فيكون أمنَى: إذا أنزَلَ عن جمَاعٍ، ومنَى: إذا أنزلَ عن احتلامٍ.
          وقال في ((القاموس)): المنِيُّ: كغَنِيٍّ وكإلى، والمنْيَةُ، كرميَةٍ: ماءُ الرَّجلِ والمرأةِ، والجمع: مُنْيٌ كقُفْل، ومَنَى وأمْنَى ومَنَّى: بمعنى، واستَمْنَى: طلبَ خروجَهُ ومِنَى: كإلى: قريةٌ بمكَّةَ، وتُصرَفُ، سمِّيَتْ بمِنَى؛ لما يُمْنَى بها؛ أي: يُراقُ من الدِّماءِ، وقال ابن عبَّاس: لأنَّ جبريلَ عليه السَّلام لمَّا أرادَ أن يفارقَ آدمَ، قال لَهُ: تَمَنَّ، قال: أتمنَّى الجنَّةَ، فسُمِّيَتْ مِنًى لأُمنِيَّةِ آدمَ، انتهى.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) أي: ابنُ جبرٍ ({إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق:8] النُّطْفَةُ فِي الإِحْلِيلِ) سقطَتْ: <إنه> من بعضِ الأصولِ، وقال القسطلَّانيُّ: سقطَ لأبي ذرٍّ لفظ: <{إنه}> <{لقادر}> وهذا التَّعليقُ وصلَهُ الفريابيُّ عن مجاهِدٍ، ومرادُهُ: أنَّ اللهَ قادرٌ على أن يردَّ المنِيَّ إلى الإحليلِ، ويعكِّرُ عليه كما في ((الفتح)): أن بقيَّةَ الآياتِ دالَّةٌ على أنَّ الضَّميرَ / _أي: ضمير: {رجعه}_ للإنسانِ، ورجعِهِ يومَ القيامةِ؛ لقوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9] انتهى.
          وهذا يردُّ أيضاً على من قالَ: معناهُ: قادرٌ على رجعِ النُّطفةِ التي في الإحليلِ إلى الصُّلبِ، وفي لفظ: ((الماء)) بدل: ((النُّطفةِ)) وفي روايةٍ عن مجاهدٍ: إن شئتَ رددتَهُ من الكِبَرِ إلى الشبابِ، ومن الصِّبا إلى القطيعَةِ، وقال ابنُ زيدٍ: إنَّهُ على حبسِ ذلك الماءِ لقادِرٌ، وعن قتادةَ: إنَّ اللهَ قادرٌ على بعثتِهِ وإعادتِهِ، ذكره العينيُّ.
          (كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهْوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ، وَالْوِتْرُ اللَّهُ ╡) أشارَ إلى معنى قولِهِ تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات:49] في أواخرِ الذَّاريات.
          قال في ((الفتح)): هذا قولُ مجاهدٍ أيضاً وصلَهُ الفريابيُّ والطبريُّ ولفظُهُ: كلُّ خلقِ اللهِ فهو شفعٌ، السَّماء والأرضُ والبرُّ والبحرُ والجنُّ والإنس والشمسُ والقمرُ ونحو هذا شفعٌ، والوترُ الله وحدَهُ.
          قال: وبهذا زالَ الإشكالُ فإنَّ ظاهر إيرادِ المصنِّفِ في اقتصَارِهِ على قولِهِ: السماء شفعٌ، يعترضُ عليه بأنَّ السَّماواتِ سبعٌ، والسَّبعُ ليس بشفعٍ، قال: وليس ذلك مرادُ مجاهدٍ وإنَّما مرادُهُ أنَّ كلَّ شيءٍ لَهُ مقابلٌ يقابلُهُ ويذكَرُ معه، فهو بالنِّسبةِ إليه شفعٌ كالسَّماءِ والأرضِ والإنسِ والجنِّ... إلخ.
          قال: وروى الطَّبريُّ عن مجاهدٍ أيضاً قال: في قولِهِ تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} الكفرُ والإيمانُ، والشَّقاءُ والسَّعادةُ، والهدى والضَّلال، واللَّيلُ والنَّهارُ، والسَّماءُ والأرضُ، والجنُّ والإنسُ، والوترُ اللهُ، وأخرج عن ابن عبَّاسٍ من طرقٍ صحيحةٍ أنَّهُ قال: الوترُ يومُ عرفَةَ، والشَّفعُ يومُ الذبحِ، وفي روايةٍ: أيام الذَّبحِ، قال: وهذا يناسبُ ما فسَّرُوا به قولَهُ قبل ذلك: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:2] أن المرادَ بها: عشرُ ذي الحَجَّةِ، انتهى.
          وقال البيضَاويُّ: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ} أي: من الأجنَاسِ {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} نوعَين {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي: فتعلمُونَ أنَّ التَّعدُّدَ من خواصِّ الممكنَاتِ وأنَّ الواجِبَ بالذَّاتِ لا يقبلُ التَّعدُّدَ والانقسَامَ.
          ({فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}) هذا في سورةِ التين، وقولُهُ: (فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ) بفتحِ الخاءِ المعجمةِ؛ أي: تعديلُ تفسيرٍ لما قبلَهُ وصلَهُ الطَّبرانيُّ عن مجاهدٍ؛ يعني: أنَّ الإنسانَ خلقَهُ اللهُ مستقيمَ القَامةِ حسنَ الصُّورةِ مستجمِعاً خواصَّ الكَائناتِ ونظائرَ سائرِ المركَّباتِ، بخلافِ غيرِهِ من الحيواناتِ فإنَّهُ منكسٌ على وجهِهِ، وقال أبو بكر بن الطَّاهر: مزيَّناً بالعقلِ، مؤدَّباً بالأمرِ، مهذَّباً بالتَّمييزِ، مديدَ القَامةِ يتناولُ مأكولَهُ بيمينِهِ.
          ({أَسْفَلَ سَافِلِينَ} إِلاَّ مَنْ آمَنَ) أي: وعمِلَ صالحاً {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين:6] هذا في: {والتين} أيضاً، والاستثناءُ بالمعنى، وإلَّا فالتِّلاوة: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}.
          قال البيضاويُّ: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} بأن جعلنَاهُ من أهل النَّارِ، أو إلى أسفلِ سافلينَ وهو النَّارُ، وقيل: هو أرذلُ العُمُرِ، انتهى.
          والاستثنَاءُ منقطعٌ على الأخيرِ، فمعنى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين:5] رددناهُ إلى أرذلِ العُمُرِ فينقص عملُهُ بتنقيصِ حسنَاتِهِ لكنْ من آمنَ وعملِ الصَّالحاتِ ولازَمَ عليها إلى زمنِ الضَّعفِ تكتبُ له بعدَ ذلك مثل ما كان يعملُ صَحِيحاً.
          ({خُسْرٍ} ضَلاَلٌ) بالرفعِ خبر {خُسْرٍ}، فسَّرَ {خُسْرٍ} الواقعَ في سورةِ العصرِ بـ((ضلال)) (ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: إِلاَّ مَنْ آمَنَ) الاستثناءُ بالمعنى كما مرَّ قريباً في نظيرِهِ؛ أي: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:3] فهو داخلٌ في الاستثنَاءِ لنظيرِهِ وأُسقِطَ لفظ: <فقال> لغير أبي ذرٍّ ({لاَزِبٍ}) أي: في قولِهِ تعالى في أوائلِ الصَّافات: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} [الصافات:11] (لاَزِمٌ) بالميم تفسير: {لَازِبٍ} بالموحَّدة، فهما بمعنى، والميمُ بدلٌ عن الباءِ، وهو قولُ / أكثر أهل اللُّغةِ، وقد قُرئ شاذًّا: بالميم؛ لأنَّه يلزمُ اليدَ، وقيل: اللازبُ: المنتنُ.
          وقال في ((الفتح)): روى الطَّبريُّ عن مجاهِدٍ في قولِهِ: {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} قال: لازقٍ، ومن طريق عليِّ بن أبي طلحةَ، عن ابن عباسٍ قال: من التُّرابِ والماءِ فيصيرُ طيناً يلزقُ، وأمَّا تفسيرُهُ باللازم، فكأنَّهُ بالمعنى وهو تفسيرُ أبي عبيدَةَ، قال النابغةُ:
ولا يحسبُونَ الشَّرَّ ضَربَةَ لازِبٍ
          أي: لازمٍ.
          ({نُنْشِئَكُمْ}) بنونين أولِهِ، يريدُ قولَهُ تعالى في الواقعة: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الواقعة:61] (فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ) بالمد؛ أي: نخلُقكُم في أيِّ خلقٍ نريدُ من الصِّفاتِ والهيئَاتِ، وقال الحسنُ: أي نجعلُكُم قردةً وخنازِيرَ كما فعلنا بأقوامٍ قبلَكُم، كذا نقلَهُ عنه القسطلَّانيُّ.
          وقد يقالُ: هذا تفسيرٌ لقولِهِ قبلَهُ: {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ} [الواقعة:60-61] فتأمَّل.
          ({نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}) يريد قولَهُ تعالى في أوائلِ البقرة: (نُعَظِّمُكَ) هذا تفسيرُ مجاهدٍ؛ أي: نبرِّئُكَ من كلِّ نقصٍ فنقول: سبحانَ اللهِ وبحمدِهِ.
          (وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ) بالعينِ المهملةِ، هو رفيعُ بن مهران الرَّياحيُّ، أدركَ الجاهليَّةَ وأسلَمَ بعد موتِ النَّبيِّ عليه السَّلام بسنتين، وروى عن جمَاعةٍ من الصَّحابةِ.
          ({فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة:37]) برفعِ: {آدَمُ} ونصبِ {كَلِمَاتٍ} لغير ابنِ كثيرٍ ولَهُ بالعكسِ (فَهْوَ قَوْلُهُ تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف:23]) هذا تفسيرُ الكلمَاتِ، لكنْ مع بقيَّةِ الآيةِ، وصلَهُ الطَّبريُّ بإسنادٍ حسنٍ عن أبي العاليَةِ، ولعلَّ الفاء في: ((فهو)) زائِدةٌ، ويحتملُ أنَّها في جوابِ: ((إمَّا)) مقدرة، فتأمَّل.
          وهو أولى من قولِ شيخِ الإسلامِ: ولا معنَى لفَاء: ((فهو))، وكأنَّهُ ذكرَهَا في مقَابلةِ ذكرها في: {فتلقى} فافهمْ.
          قال في ((الفتح)): واستُشكلَ بأنَّ ظاهرَ الآياتِ أنَّ هذا التَّلقِّي كان قبلَ هبُوطِ آدمَ من الجنَّةِ؛ لقولهِ بعدهُ: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً} [البقرة:38] قال: ويمكنُ الجوَابُ بأنَّ قولَهُ: {قُلْنَا اهْبِطُوا} كان سابقاً للتَّلقِّي، وليسَ في الآياتِ ما يدلُّ على التَّرتيبِ، انتهى.
          وقال العينيُّ: ورُوي ذلك عن مجاهدٍ وسعيدِ بن جبيرٍ، والحسنِ البصريِّ والرَّبيعِ بن أنس، وقتادةَ ومحمَّدِ بن كعبٍ القرظيِّ، وخالدِ بن معدان، وعطاءٍ الخراسَاني، وعبدِ الرَّحمن بن زيد بن أسلم، وروى أبو إسحاقَ السَّبيعيُّ عن رجلٍ من تميمٍ قال: أتيتُ ابنَ عبَّاس فسألتُهُ ما الكلمَات التي تلقَّى آدمُ من ربِّهِ؟ قال: شأنُ الحجِّ، انتهى.
          وقال البيضَاويُّ: وقيل: سبحانكَ اللَّهُمَّ وبحمدكَ وتباركَ اسمكَ وتعالى جدُّك لا إله إلَّا أنتَ ظلمتُ نفسِي فاغفِرْ لي إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوب إلَّا أنت.
          وقال البغويُّ: واختُلفَ في تلكَ الكلمَاتِ، فقال سعيدُ بن جبيرٍ والحسنُ ومجاهدٌ: هي قولُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف:23] الآية، وقال محمدُ بن كعبٍ القرظيُّ: هي قولُ: لا إله إلَّا أنتَ سبحانكَ وبحمدكَ ربِّ عملتُ سوءاً وظلمتُ نفسِي، فاغفِرْ لي إنَّك أنتَ الغفُورُ الرَّحيمُ، لا إله إلَّا أنتَ سبحانكَ وبحمدكَ ربِّ عملتُ سوءاً وظلمتُ نفسِي، فارحَمنِي أنتَ أرحمُ الراحمين.
          وقال عبيدُ بن عُميرٍ: هي أنَّ آدمَ قال: يا ربِّ أرأيتَ ما أتيتُ أشَيءٌ ابتدعتُهُ من تلقاءِ نفسِي، أم شيءٌ قدَّرتَهُ عليَّ قبل أن تخلُقَنِي؟ قال الله تعالى: ((لا، شيءٌ قدَّرتُهُ عليك قبلَ أن أخلُقَكَ))، قال: فكما قدَّرتَهُ عليَّ، فاغفِرْ لي.
          وقيل: ثلاثة أشيَاءٍ:الحياءُ والدُّعاءُ والبُكاءُ.
          (وقالَ: {فأَزَلَّهُما}) بتشديدِ اللَّام (فَاسْتَزَلَّهُمَا) يريدُ تفسير: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} [البقرة:36] في سورة البقرةِ؛ أي: فدعَا إبليسُ آدمَ وحواءَ إلى الزلَّةِ، وهي الخطِيئةُ لكنَّها صَغيرةٌ بناءً على جوَازِها على الأنبياءِ، وقال في طه: {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طـه:121] تعظيماً للزلَّةِ، وزجراً لأولادِهِما عنها، وضميرُ: {عَنْهَا} للشَّجرةِ، وعليه فالمعنى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} أي: فأوقَعَهُما في الزلَّةِ وأصدَرَها عنهُما بسبب الأكلِ من الشَّجرةِ، وقيل: {عنها} أي: عن الجنَّةِ بمعنى أذهبَهُما عنها؛ / أي: أخرجَهُما منها، ويعضدُهُ: قراءةُ حمزةَ: ▬فأزالهما↨ وهما متقَاربانِ معنًى غير أن {أَزَلَّهُمَا} يقتَضِي عثرةً مع الزَّوالِ، قالهُ البيضَاويُّ.
          (وَ{يَتَسَنَّهْ} يَتَغَيَّرْ) أشارَ إلى تفسيرِ: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة:259] في أواخرِ البقرة.
          ({آسِنٌ} مُتَغَيِّرٌ) يريدُ تفسيرَ قولِهِ في محمد: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ} [محمد:15] (وَالْمَسْنُونُ: الْمُتَغَيِّرُ) وفي كثيرٍ من الأصُولِ: <متغير> بالتَّنكيرِ يريدُ تفسير: {مَسْنُونٍ} من قولِهِ تعالى في الحجرِ: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:26] ({حَمَأٍ}) بفتحتين، جمع: حمْأةٍ، بسكونِ الميمِ (جَمْعُ: حَمَأَةٍ) بالتَّحريكِ فيهما (وَهُوَ الطِّينُ الْمُتَغَيِّرُ) يريدُ تفسيرَهُما في الآيةِ المذكُورةِ.
          واعلمْ أنَّ ما شرحنا عليهِ هو ما وقعَ لأبي ذرٍّ، وهو يوهِمُ كما في ((الفتح)): أنَّهُ من كلامِ أبي العَاليةِ، وليسَ كذلك بل هو من تفسيرِ أبي عبيدةَ، وكأنَّهُ كان في الأصلِ، وقال غيرُهُ: ووقعَ في روايةِ الأصيليِّ وغيرِهِ: بحذف: <قال> وكان الأمرُ فيه أشكلُ، انتهى فتأمَّل.
          تنبيهٌ: إيرادُ {يَتَسَنَّهْ} في أثناء قصَّةِ آدمَ بطريقِ التَّبَعيَّةِ للمسنُونِ؛ لأنَّهُ يقال: إنَّهُ مشتقٌّ منه، قالَهُ الكرمانيُّ، وقال أيضاً سابقاً: وأمثالُ هذه تكثيرٌ لحجمِ الكتَابِ لا لتكثيرِ الفوائدِ، والله أعلم بمقصودِهِ، انتهى.
          وردَّهُ في ((الفتح)) فقال: ليسَ من شأنِ الشَّارِحِ أن يعترِضَ على الأصلِ بمثلِ هذا، ولا ارتيابَ أنَّ في إيرادِ شرحِ غريبِ الألفَاظِ الوَاردةِ في القُرآنِ فوائدُ، وهذا الكتابُ وإن كان أصلُ موضُوعِهِ إيرادُ الأحادِيثِ الصَّحيحةِ، وقد فَهِمَ أكثرُ العلمَاءِ من إيرادِهِ أقوالَ الصَّحابةِ والتَّابعين وفقهاءَ الأمصَارِ أنَّ مقصودَهُ كون كتابِهِ جامعاً للرِّوايةِ والدِّرايةِ، ومن جملةِ الدِّرايةِ: شرحُ غريبِ الحدِيثِ، وجرَتْ عادتُهُ أنَّ الحديثَ إذا وردَتْ فيه لفظةٌ غريبةٌ وقعَتْ، أو أصلها نظيرُهُ في القرآنِ أن يشرحَ اللَّفظةَ القرآنيَّةَ فيفيدُ تفسيرَ القرآنِ وتفسيرَ الحديثِ معاً، قال: ولمَّا لم يجدْ في بدءِ الخلقِ وقصصِ الأنبياءِ ونحوِ ذلك أحاديثَ توافق شرطَهُ بدأ ببيانِ تفسيرِ الغريبِ الواقعِ في القرآنِ، فكيف يَسُوغُ نفيَ الفائدةِ عنه، انتهى.
          ({يَخْصِفَانِ} أَخْذُ الْخِصَافِ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ... إلخ) يريدُ المصنِّفُ بقولِهِ: ((أخذُ الخصَافِ...)) إلخ تفسيرَ: {يَخْصِفَانِ} وكذا: {سَوْآَتُهُمَا} من قولِهِ تعالى في الأعراف: {بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف:22] فقولُهُ: ((أَخْذُ)) بسكونِ الخاء المعجمةِ خبرٌ لمحذوفٍ، وهو مصدرٌ مضاف لمفعولِهِ وهو: ((الخِصَافِ)) بكسرِ الخاء وجرِّ الفاء، كما في الفرعِ وأصلِهِ، ووقع في غيرِهِما: <أخَذَا الخِصَافَ> بفتحِ خاء ((أخذا)) وبألفٍ للتَّثنيةِ الراجع لـ((آدمَ وحواء)) بعد الذالِ، ونصبِ ((الخصاف)) جمع: خَصَفةٍ بالتَّحريك، وهي الحلَّةُ التي تعملُ من الخوصِ للتمرِ، وتجمعُ أيضاً على خصفَ بحذف التَّاء، قالهُ العينيُّ.
          وقولهُ: ((من وَرَق الجنَّةِ)) بفتحتين جمع: ورقَةٍ، فسَّرَهُ ابنُ عباسٍ بورقِ التِّين.
          (يُؤَلِّفَانِ) بتشديدِ اللامِ المكسُورة (الْوَرَقَ وَيَخْصِفَانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ) ((يخصِفان)) بكسرِ الصَّاد مخففة؛ أي: يُلزِقان بعضَ الورقِ إلى بعضٍ ليستُرا به عوراتِهِما، وهذا تفسيرُ أبي عُبيدةَ، وقرأَ الحسنُ البصريُّ: ▬يخصِّفان↨ بتشديدِ الصَّاد، وروى الطبريُّ عن مجاهدٍ قال: يرقِّعانِ كهيئةِ الثَّوبِ، تقولُ العربُ: خصفْتُ النَّعلَ؛ أي: خرَزتُها، قالهُ في ((الفتح)).
          وقد يقالُ: مرجعُ التَّفسيرينِ إلى شيءٍ واحدٍ، فتدبَّر.
          ({سَوْآتُهُمَا} [الأعراف:22]) بمدِّ الهمزةِ، جمع: سوءَةٍ بقِصَرها (كِنَايَةٌ عَنْ فَرْجِهِمَا) بإفرادِ: فرجَ، لكنَّهُ مضَافٌ فيعمُّ، ولأبي ذرٍّ: <فرجيهما> بالتثنية.
          ({وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأعراف:24]) الواقعِ أوائل البقرةِ (هَا هُنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) يريدُ تفسيرَ: {إلى حين} هنا بـ((يوم القيامة)) وهذا تفسيرُ أبي عُبيدةَ، وروى الطَّبريُّ عن ابن عبَّاسٍ نحوَهُ.
          وقولُهُ: (الْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ) أي: وقتِ (إِلَى مَا لاَ يُحْصَى عَدَدُهُ) / بيانٌ لأصلِ معناه عند العَربِ، وقال شيخُ الإسلامِ: هذا أحدُ أقوالٍ، وقيل: ((الحينُ)) الأجلُ، وقيل: الساعةُ، وقيل: ستةُ أشهرٍ، وقيل: كلُّ سنةٍ، وقيل: الغدوةُ والعشيَّةُ، انتهى.
          وتقدَّمَ في أوائلِ باب بدءِ الوحِي الكلامُ على مذاهبِ الأئمَّةِ فيه مبسُوطاً.
          ({قَبِيلُهُ}: جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ) يريدُ تفسير: {قَبِيلُهُ} من قولِهِ تعالى في الأعرافِ: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} [الأعراف:27] فقوله: ((جِيلُهُ)) بكسرِ الجيمِ؛ أي: جماعتُهُ، وقولُهُ: ((الَّذي هو)) أي: الشَّيطانُ، ((منهم)) أي: من جيلِهِ، وقال مجاهدٌ فيما رواهُ الطَّبريُّ: معنى: {قَبِيلُهُ} الجنُّ والشَّياطينُ.