الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود

          ░38▒ (باب) سقط: <باب> للمستَمليِّ والكشميهنيِّ (أَحَبُّ الصَّلاَةِ) أي: النافلةِ (إِلَى اللَّهِ تعالى صَلاَةُ) برفعِ: ((صلاةُ)) خبرُ: ((أحبُّ)) (دَاوُدَ) أي: من أنَّه كان يقومُ ثُلثَ اللَّيلِ الأوسطِ بالصلاةِ، و((أحبُّ)) بمعنى: محبوبٍ، وهو قليلٌ؛ إذ الغالبُ في أفعلِ التفضيلِ أن يكونَ للفاعلِ، والمرادُ من الأحبيَّةِ: ما يلزَمُها من إرادةِ الخيرِ لفاعلِ ذلك (وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد) عليه السلامُ.
          وقولُه: (كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ) أي: الأولِ، لفٌّ ونشرٌ مرتَّبٌ (وَيَقُومُ ثُلُثَهُ) أي: بالصلاةِ فيه؛ لأنه الوقتُ الذي ينادي فيه الربُّ تعالى: هل من داعٍ يُستَجابُ له؟ هل من مستَغفِرٍ يُغفَرُ له؟ هل من تائبٍ يُتابُ عليه (وَيَنَامُ سُدُسَهُ) أي: الأخيرَ ليستَريحَ من تعَبِ القيامِ الذي حصَلَ (وَيَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ) بضم أوله (يَوْماً) وكان أحبَّ إلى اللهِ تعالى؛ لِما فيه من الرِّفقِ بالنُّفوسِ؛ لِما يُخشَى منها السَّآمةُ المفضيةُ إلى تركِ العبَادةِ، واللهُ سبحانَه يحبُّ من العَملِ أدوَمَه؛ لِما يلزمُه من مَوالاةِ إحسَانِهِ تعالى إلى فاعلِهِ.
          (قَالَ عَلِيٌّ) قال في ((الفتح)): أظنُّه: عليَّ بنَ عبدِ الله المدينيَّ، شيخَ المصنَّفِ (وَهُوَ) أي: قولُه: ((وينامُ سدُسَه)) (قَوْلُ عَائِشَةَ ♦) أي: المرادُ من قولِها (مَا أَلْفَاهُ) بالفاء؛ أي: ما وجدَ النبيَّ صلعم (السَّحَرُ) فاعلُ: ((ألفاه)) (عِنْدِي إِلا نَائِماً) أي: بعد قيامِه الثُّلثَ قبله، وتقدَّمَ الكلامُ على هذا الحديثِ بأبسط في التهجُّدِ.
          تنبيه: ثبوتُ البابِ وما بعدَهُ إلى هنا هو ما وقعَ للمستَملِي والكُشميهنيِّ، وسقطَ لغيرِهما جميعُ ذلك، وضمُّوا حديثَ قتيبةَ إلى ما قبلَ ذلك، قاله في ((الفتح)) لكن قال القسطلانيُّ: سقطَ لفظُ: <باب> للمُستَملي والكُشميهنيِّ، فتأمل.