نجاح القاري لصحيح البخاري

باب كفران العشير

          ░88▒ (بابُ كُفْرَانِ الْعَشِيرِ) وأراد بالكُفران: ضدُّ الشُّكر، وهو جُحود النِّعمة والإحسان، وليس المراد منه الكفر الذي يخرجُ به عن أصل الإيمان، والكُفران مصدر من كَفَر يَكْفر كُفُورًا وكُفْرانًا وكُفْرًا، مثل ضِدِّه: شَكَرَ يَشْكُر شُكورًا وشكرانًا وشُكْرًا.
          (وَهْوَ الزَّوْجُ وَالْعَشِيْرُ) ويروى: <وهو> (الْخَلِيطُ) يعني: أنَّ لفظ العشير يُطلق بإزاء شيئين، والمراد به هنا الزَّوج، والمراد به في الآية، وهي قوله تعالى: {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج:13] الخليطُ بمعنى المخالط، وهو تفسيرُ أبي عبيد. قال: المولى: ابن العم، والعشير: هو الخليطُ المعاشر، ولذا قال المصنف: (مِنَ الْمُعَاشَرَةِ) أراد به أنَّ العشير الذي هو الزوج مأخوذٌ من المعاشرة التي بمعنى المصاحبة، سمِّي الزَّوج العشير؛ لأنَّها تعاشرُه ويعاشرُها من العشرة وهي الصُّحبة، فالعشيرُ بمعنى المعاشر كالصَّديق بمعنى المصادق. /
          واحترز به عن العشير الذي بمعنى العُشر بالضَّم، كما في الحديث: ((تسعةُ أَعْشِراء الرِّزق في التِّجارة))، وهو جَمْعُ عَشير، كنَصيب وأنْصِباء، ومن العشير الذي بمعنى العُشُور، فإنَّه من عَشَرْتُ المالَ أَعْشُره: إذا أخذت عُشْره.
          (فِيهِ) أي: في هذا المعنى (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) سعد بن مالك الخدري ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ).