نجاح القاري لصحيح البخاري

باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها

          ░7▒ (بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لأَخِيهِ: انْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ) بتشديد الياء (حَتَّى أَنْزِلَ لَكَ عَنْهَا) بفتح الهمزة وكسر الزاي، أُطَلِّقُها وتَنْقَضي عدَّتها ثمَّ تزوَّجْها (رَوَاهُ) أي: المذكور في الترجمة (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ) في حديثه على ما مرَّ في أوَّل البيوع موصولًا [خ¦2048] عن عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم بن سعد؛ أي: ابن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوف، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال عبد الرَّحمن بن عوف: وأوردَهُ في فضائل الأنصار عن إسماعيل بن أبي أويس، عن إبراهيم، وقال في روايته: ((انظرْ أَعْجَبَهُما إليك فسمِّها لي أُطَلِّقْها، فإذا انقضتْ عدَّتُها فتزوَّجْها))، وهو معنى ما ساقه موصولًا في الباب عن أنس بلفظ: ((فعرضَ عليه أن يُناصفه أهلَه ومالَه)) [خ¦3937].
          ويأتي في الوليمة من حديث أنس بلفظ: ((أقاسِمُكَ مالي وأنزلُ لك عن إحدَى امرأتيَّ))، وإنَّما وضع الترجمة هكذا إشارةً إلى أنَّه رواه فيه من طريقين: أحدهما: عن نفس عبد الرَّحمن بن عوف، والآخر: عن أنس ☻ من طريق زهير عن حميد عنه يخبر عن عبد الرَّحمن بن عوف ☺، وهنا أيضًا رواه من حديث سفيان، عن حميد، عنه يخبر عن عبد الرَّحمن بن عوف ☺، وأخذ البُخاري هذه الألفاظ التي هي الترجمة / من نفسِ الحديث ووضَعَها ترجمةً تنبيهًا على فوائد كثيرة: منها: وضعُه تراجم غريبة في مواضع كثيرة في هذا الكتاب. ومنها: الإشارة إلى اتِّساع روايته. ومنها: بيان ما فيه من الاختلاف في الأسانيدِ والمتون.