التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل

          ░37▒ بَابُ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ إِلَّا مِنَ الغَشْيِ الْمُثْقِلِ.
          184- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَن امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: (أَتَيْتُ عَائِشَةَ _زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم_ حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ) الحديث.
          وقد سلفَ في العِلْمِ في بابِ مَن أجاب الفُتيا بالإشارةِ مطوَّلًا [خ¦86] وبَيَّنَّا هناكَ المواضِعَ الَّتي أخرجه البُخاريُّ فيها ومنها الكسوفُ [خ¦1053] [خ¦1054] [خ¦1061] وغيرُه كما سيأتي.
          وقولُها: (وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً) إنَّما فَعَلَتْ ذلك ليزولَ الغَشْيُ، ولا ينقُضُ _أعني الغَشْيَ الخفيفَ_ وضوءَها، ولو كان كثيرًا لنَقَضَ، وهذا موضِعُ التَّرجَمَةِ لأنَّ قولَه: (الْمُثْقِلِ) حتَّى يُخرِج هذا لأنَّه يصيرُ والحالةُ هذه كالإغماءِ، وهو ناقضٌ بالإجماعِ.
          و(الغَشْيُ) مَرَضٌ يَعرِضُ مِن طولِ التَّعبِ والوقوفِ يُقال منه غُشِي عليه، وهو ضَرْبٌ مِن الإغماءِ إلَّا أنَّه أخفُّ منه، وقال صاحب «العين»: غُشِي عليه ذَهَبَ عَقْلُهُ، وفي القرآن: {كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} [الأحزاب:19] وقال تعالى: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس:9].