التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الوضوء مرتين مرتين

          ░23▒ بَابُ الوُضُوءِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.
          158- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ).
          هذا الحديثُ مِن أفرادِ البُخاريِّ، وأخرجهُ أبو داودَ والتِّرمذيُّ مِن حديثِ أبي هُريرةَ وقال: حسنٌ غريبٌ. قال: وفي البابِ عن جابرٍ، وأغفلَ حديثَ زيدٍ.
          والتَّعريفُ بهِم سَلَفَ خلا (عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ) وهو ثِقَةٌ حُجَّةٌ ماتَ سنةَ خمسٍ وثلاثينَ ومئة، ووالِدُهُ سَلَفَ. و(يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ) هو أبو محمَّد المؤدِّب المعلِّم، مات بعد المئتينِ سنةَ سبعٍ أو ثمانٍ أو غيرِ ذلك. وشيخُ البُخاريِّ هو أبو عليٍّ الطَّائيُّ القُومِسِيُّ البَسطاميُّ الدَّامِغانيُّ، عنه البُخاريُّ ومسلمٌ وأبو داودَ والنَّسائيُّ وابنُ خُزيمةَ، ثِقَةٌ مِن أئمَّةِ العربيَّةِ، ماتَ سنةَ سبعٍ وأربعينَ ومئتين، وهو مِن الأفرادِ ليسَ في «الصَّحيحينِ» مَن اسمٌه الحسينُ بنُ عيسى غيرُه، وفي أبي داودَ وابنُ ماجه آخَرُ حنفيٌّ كوفيٌّ أخو سُليمٍ القاري ضعيفٌ.
          وفقهُه سَلَفَ، وقد ذَكَرَ بعدُ بأبوابٍ مِن حديثِ عمرِو بنِ يَحيى عن أبيه عن عبدِ الله بنِ زيدٍ أيضًا: ((أنَّه صلعم غَسَلَ يَدَيهِ مَرَّتينِ وَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ ثلاثًا، وَغَسلَ وَجْهَهُ ثلاثًا)) وسيأتي [خ¦185].
          واعترضَ بعضُ مَن شرحَ البُخاريَّ ممَّن عاصرْتُه وَتأخَّر بأنْ قالَ: الحديثُ واحدٌ فلا يحسُنُ استدلالُ البُخارِيِّ به في هذا البابِ، قال: اللهُمَّ إلَّا لو قال: إنَّ بعضَ وضوئِه كان مرَّتينِ وبعضَه ثلاثًا كانَ حَسَنًا. هذا لفظُه وهو اعتراضٌ ساقطٌ إذْ لا يمتنِعُ تعدُّد القصَّةِ، كيفَ والطَّريقُ إلى عبدِ الله بنِ زيدٍ مختلفٌ.