نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: لا إله إلا الله إن للموت سكرات

          4449- (حَدَّثَنَا) / ويُروى: <حدَّثني> (مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ) بضم العين، مصغَّر عبد، هو: ابنُ ميمون، وهو المشهور بمحمَّد بن أبي عبَّاد، وقد مرَّ في «الصَّلاة» [خ¦851]، قال: (حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ) أي: ابن أبي إسحاق الهمداني الكوفي (عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ) أي: ابن أبي حسين النَّوفلي القرشي المكي، أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) هو: عبدُ الله بن أبي مُليكة _بضم الميم وفتح اللام_، وقد مرَّ غير مرَّة، سيأتي بعد حديث من رواية ابن أبي مُليكة عن عائشة ♦ بلا واسطة، لكن في كلٍّ من الطَّريقين ما ليس في الآخر، فالظَّاهر أنَّ الطَّريقين محفوظان.
          (أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ) بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وبالواو والنون (مَوْلَى عَائِشَةَ ♦) دبَّرته عائشة ♦، وكان من أفصح القراء، مات في زمن الحرَّة (أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ ♦ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ) بكسر النون وفتح العين، جمع نعمة (عَلَيَّ) بتشديد الياء (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي) بفتح السين وسكون الحاء المهملتين، ويُحكى ضم السين؛ أي: الرِّئة. وقال الدَّاودي: السَّحر ما بين الثَّديين (وَنَحْرِي) وهو موضعُ القلادة من الصَّدر (وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ) أي: ابن أبي بكر ☻ (وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلعم فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَلَيَّنْتُهُ) أي: ليَّنت السِّواك (فَأَمَرَّهُ) بفاء وفتح الميم وتشديد الراء؛ أي: أمره على لسانه، فاستاك به، وللكُشميهني والأصيليِّ والقابسي: <بأَمْرِه> بموحدة وميم ساكنة وراء مكسورة، قال القاضي عياض: الأول أولى.
          (وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ _أَوْ: عُلْبَةٌ_) بضم العين المهملة وسكون اللام وبالموحدة، المحلب من الجلد (يَشُكُّ عُمَرُ) هو: عمرُ بن سعيد الرَّاوي (فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ) بضم الياء وكسر الخاء، من الإدخال (يَدَيْهِ فِي المَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ) جمع سكرة، وهي الشِّدَّة (ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى، حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ).
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة ظاهرةٌ.