نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: مات النبي وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي

          4446- (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسي، قال: (أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ) أي: ابن سعد، قال: (حَدَّثَنِي ابْنُ الهَادِ) هو: يزيدُ بن عبد الله بن الهاد، مات سنة تسع وثلاثين ومائة، وقد مرَّ في الصَّلاة [خ¦646] (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ♦) أنَّها (قَالَتْ: مَاتَ النَّبِيُّ وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي) قد مرَّ تفسير الحاقنة والذَّاقنة عن قريب [خ¦4438] (فَلاَ أَكْرَهُ شِدَّةَ المَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ صلعم ) سيأتي بيان الشِّدة المذكورة في الحديث الآتي أواخر الباب [خ¦4449] من رواية ذكوان عن عائشة ♦ ولفظه: ((وبين يديه رَكوة أو علبة بها ماء، فجعل يُدخلُ يديه في الماء فيمسحُ بهما وجهه يقول: لا إله إلَّا الله، إنَّ للموتِ لسكرات)).
          وروى أحمد والترمذي من طريق القاسم عن عائشة ♦: رأيته وعنده قدح فيه ماء وهو يموت فيُدخلُ يدهُ في القدحِ، ثمَّ يمسح وجهه بالماء، ثمَّ يقول: ((اللَّهمَّ أعنِّي على سكراتِ الموت)). وفي رواية شقيق عن مسروق عن عائشة: ((ما رأيتُ الوجع على أحدٍ أشدَّ منه على النَّبي صلعم )) وسيأتي في الطِّب [خ¦5646]، وبين في حديث ابن مسعود ☺ أنَّ له بسبب ذلك أجرين، ولأبي يعلى من حديث أبي سعيد: ((إنَّا معاشرَ الأنبياء يُضاعف لنا البلاء كما يُضاعف لنا الأجر)).
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة في قوله: «مات النَّبي صلعم ».