نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث طلحة: سألت بن أبي أوفى: أوصى النبي؟

          4460- (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكين، قال: (حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ) بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الواو وآخره لام (عَنْ طَلْحَةَ) هو: ابنُ مصرِّف بلفظ اسم الفاعل أو المفعول، من التَّصريف أنَّه (قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ☻ أَوْصَى النَّبِيُّ صلعم فَقَالَ: لاَ) يعني: ما أوصى. فإن قيل: كيف نفى هنا الوصيَّة ثمَّ أثبت بقوله: «أوصى بكتاب الله»؟.
          أُجيب(1) : بأنَّ الباء زائدة؛ يعني: أوصى كتاب الله؛ أي: أمر بذلك، وإطلاقُ لفظ الوصيَّة على سبيل المشاكلةِ، فلا مُنَافاة بينهما، أو المنفي الوصيَّة بالمال أو بالإمامة، والمثبتُ الوصيَّة بكتابِ الله؛ أي: أوصى بما في كتابِ الله، ومنه الأمر بالوصية.
          (فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الوَصِيَّةُ، أَوْ أُمِرُوا بِهَا؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ)
          والحديث قد مضى في الوصايا أيضًا [خ¦2739] ومطابقته للتَّرجمة من حيث إنَّه مطابق للحديث السَّابق، والمطابق للمطابق لشيءٍ مُطابق لذلك الشَّيء.


[1] في هامش الأصل: كرماني.