نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة

          4437- (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكم بن نافع، قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو: ابنُ أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) أنَّه قال: (قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ عَائِشَةَ ♦ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم وَهُوَ صَحِيحٌ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، ثُمَّ يُحَيَّا _أَوْ: يُخَيَّرَ_) شكٌّ من الرَّاوي، و«يُحَيَّا»: بضم الياء وفتح الحاء وتشديد الياء الأخيرة، من التَّحية؛ أي: يسلم إليه الأمر، أو يملك في أمره، أو يسلم عليه تسليم الوادع، وقوله: «أو يُخَيَّر»، على البناء للمفعول من التَّخيير، يُحتمل عطفه على يُحَيَّا، فيكون شكًّا من الرَّاوي، وهو الأقربُ لفظًا، ومعنى / ويُحتمل عطفه على «يرى» وهو بعيدٌ.
          (فَلَمَّا اشْتَكَى وَحَضَرَهُ القَبْضُ، وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِ عَائِشَةَ ♦ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ شَخَصَ) بفتح الخاء المعجمة (بَصَرُهُ) يُقال: شخص بصرُه: إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف (نَحْوَ سَقْفِ البَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى فَقُلْتُ: إِذًا لاَ يُجَاوِرُنَا) قال العيني: من المجاورة، وروي: ((إذًا (1) لا يختارنا)) من الاختيار، وفي ((التوضيح)): ((إذاً لا يجاورَنا)) بفتح الراء، لاعتماد الفعل على إذاً، وإن اعتمدَ على ما قبلها سقط عملها، كما في قولك: أنا إذًا أزورك، فترفع لاعتماد الفعل على أنا.
          (فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ) وهذا حديثٌ آخر عن عائشة ♦ بوجه آخر.


[1] في هامش الأصل: في نسخة: إذن.