نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أن رسول الله كان يسأل في مرضه الذي مات

          4450- (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) هو: ابنُ أبي أويس المدني، قال: (حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ) قال: (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ) قال: (أَخْبَرَنِي أَبِي) أي: عروة / (عَنْ عَائِشَةَ ♦: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: أَيْنَ أنا غَدًا، أَيْنَ أنا غَدًا، يُرِيدُ: يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَّ) بتشديد النون، صيغة جمع المؤنث من الماضي (لَهُ أَزْوَاجُهُ) فاعل «أذن»، وهو من قبيل: أكلوني البراغيث.
          (أَنْ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ ♦: فَمَاتَ فِي اليَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ، فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي) أي: بسبب السِّواك (ثُمَّ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ☻ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلعم ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ، فَقَضِمْتُهُ) بكسر المعجمة، من القضم، وهو الأكلُ بأطراف الأسنان، وبفتح المهملة من القَصْم، وهو الكسر.
          (ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلعم فَاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي) وفي الراوية الماضية: وأنا مسندة رسول الله صلعم ، وفي رواية همام عن هشام بهذا الإسناد عند أحمد نحوه وزاد: فلمَّا خرجت نفسه لم أجد ريحًا قطُّ أطيب منها. وعن الشَّعبي: عن علي بن حسين: قُبضَ رسول الله صلعم ورأسه في حجر علي ☺. وعن ابن عبَّاس ☻ : والله لَتُوفي رسولُ الله صلعم وإنَّه لمستند إلى صدرِ عليٍّ ☺، وهو الذي غسلَه وأخي الفضل، وأبى أبي أن يحضرَ، وقال: إنَّه صلعم كان يستحِي أن أراه حاسرًا.
          وفي «الإكليل» للحاكمِ بإسنادهِ إلى علي ☺ قال: أسندتُ رسولَ الله صلعم إلى صدرِي فسالت نفسه. ومن حديث أمِّ سلمة ♦ قالت: كان عليٌّ آخرهُم عهدًا به، جعلَ يسارَه وفوه على فيه، ثمَّ قُبض. وعن عائشة ♦ قالتْ: قال رسول الله صلعم لمَّا حضره الموت: ((ادعوا لي حَبيبي)) فقلت: ادعوا عليَّ بن أبي طالب فوالله ما يريد غيره، فلمَّا رآه نزعَ الثَّوب الذي كان عليه وأدخلَه / فيه، ولم يزل يحضنُه حتَّى قُبض ويده عليه.
          ومطابقته للتَّرجمة ظاهرةٌ.