إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: رأيت الذين يشترون الطعام مجازفة يضربون على

          2131- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) هو(1) ابن رَاهُوْيَه قال: (أَخْبَرَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ) أبو العبَّاس الدِّمشقيُّ (عَنِ الأَوْزَاعِيِّ) عبد الرَّحمن بن عَمرٍو، بفتح العين (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ (عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن عمر بن الخطَّاب ( ╩ ) أنَّه (قَالَ: رَأَيْتُ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ الطَّعَامَ) شراءً (مُجَازَفَةً) أو النَّصب على الحال، أي: حال كونهم مجازفين، أي: من غير كيلٍ ولا وزنٍ ولا تقديرٍ (يُضْرَبُونَ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه (عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلعم ) كراهة (أَنْ يَبِيعُوهُ) أو كلمة «لا» مُقدَّرةٌ، نحو: {يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ}[النساء:176]‼ (حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ) أي: يقبضوه، وفي «المجموع» عن الشَّافعيِّ: بيع الصُّبرة من الحنطة والتَّمر مجازفةً صحيحٌ وليس بحرامٍ، وهل هو مكروهٌ؟ فيه قولان، أصحُّهما: مكروهٌ كراهة تنزيهٍ؛ لأنَّه قد يوقع في النَّدم، وعن مالكٍ: لا يصحُّ البيع إذا كان بائع الصُّبرة جزافًا يعلم قدرها ولم يبيِّنه(2)، وسقط في رواية ابن عساكر في نسخةٍ قوله «أن يبيعوه».
          وهذا الحديث أخرجه البخاريُّ أيضًا في «المحاربين» [خ¦6852]، ومسلمٌ في «البيوع»، وكذا أبو داود / والنَّسائيُّ.


[1] زيد في (د): «ابن إبراهيم»، وهو تكرارٌ.
[2] قوله: «ولم يبينه»: زيادة توضيحية لا بدَّ منها.