شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه

          ░100▒ بَابُ حَمْلِ صَاحِبِ الدَّابَّةِ غَيْرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ
          وَقَالَ بَعْضُهُمْ: صَاحِبُ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ.
          فيه أَبُو كُرَيبٍ: (ذُكِرَ شَرُّ الثَّلاثَةِ عِنْدَ عِكْرِمَةَ، فَقال: قال ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلعم وَقَدْ حَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْفَضْلَ خَلْفَهُ، أَوْ قُثَمَ خَلْفَهُ وَالْفَضْلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَيُّهُمْ أَشَرُّ وأَيُّهُمْ(1) أَخْيَرُ؟!). [خ¦5966]
          قول البخاريِّ: (وَقَالَ بَعْضُهُمْ: صَاحِبُ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ)، قد روي عن النبيِّ صلعم، ذكره أبو عيسى الترمذيُّ في مصنَّفه قال: حدَّثنا أبو عمَّارٍ الحسين(2) بن حريثٍ، حدَّثنا عليُّ بن الحسين بن واقدٍ قال: حدَّثني أبي قال: حدَّثنا عبد الله بن بريدة(3) يقول: بينما رسول الله صلعم يمشي إذ جاءه رجلٌ ومعه حمارٌ، فقال: يا رسول الله، اركب، وتأخَّر الرجل، فقال رسول الله صلعم: ((لأنت أحقُّ بصدر دابَّتك إلَّا أن تجعله لي))، قال: جعلته لك، قال: فركب. قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
          وحديث ابن عبَّاسٍ يدلُّ على معنى هذا الحديث؛ لأنَّ النبيَّ صلعم كان أحقَّ بصدر دابَّته، فلمَّا حمل قُثَم(4) أو الفضل بين يديه كان مقام الإذن في ذلك، وأظنُّ البخاريَّ ☼ لم يرض بإسناد حديث ابن(5) بريدة فأدخل حديث ابن عبَّاسٍ ليدلَّ على معناه.


[1] في (ت): ((أو أيهم)).
[2] في (ص): ((حدثنا عمار الحسن)).
[3] زاد في المطبوع: ((قال: سمعت أبي بريدة)) وكذا هي في الترمذي.
[4] في نسخنا: ((قثماً)). والجادة المثبت كما في المطبوع.
[5] قوله: ((ابن)) ليس في (ت)، و في (ص): ((أبي)).