شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب القزع

          ░72▒ بَابُ القَزَعِ
          فيه ابْنُ عُمَر: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم نهَى عَنِ الْقَزَعِ)، قُلْتُ: مَا الْقَزَعُ؟ ! فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللهِ قَالَ: إِذَا حُلِقَ الصَّبِيُّ تُرِكَ لَهُ هَاهُنَا شَعرٌ(1) وَهَاهُنَا شَعرٌ، فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللهِ إلى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأْسِهِ، قِيلَ(2) لِعُبَيْدِ اللهِ: وَالْجَارِيَةُ وَالْغُلامُ؟ قَالَ: لا أَدْرِي هَكَذَا قَالَ: الصَّبِيُّ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَعَاوَدْتُهُ فَقَالَ: أَمَّا الْقَصَّةُ(3) وَالْقَفَا لِلْغُلامِ فَلا بَأْسَ بِهِمَا، وَلَكِنَّ الْقَزَعَ أَنْ يُتْرَكَ بِنَاصِيَتِهِ شَعَرٌ، وَلَيْسَ في رَأْسِهِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ شَقُّ رَأْسِهِ هَذَا أَوْ هَذَا. [خ¦5920]
          قال ابن السِّكِّيت: القزع أن تتقوَّب من الرأس مواضع فلا يكون فيها شعرٌ؟ قال ثابتٌ: لم يبق من(4) شعره إلَّا قزعٌ، الواحدة: قَزَعةٌ، ومثله: ما في السماء قَزعَةٌ.
          وقد ذكر / أبو داود في حديثٍ المعنى الذي من أجله نهى النبيُّ صلعم عن القزع، فقال: حدَّثنا الحُلْوانيُّ، حدَّثنا يزيد بن هارون قال: حدَّثنا الحجَّاج بن حسَّان قال: دخلنا على أنس بن مالكٍ فقال: حدَّثتني أختي قالت: ((دخل علينا النبيُّ صلعم وأنت يومئذٍ غلامٌ ولك قرنان، فمسح رأسك وبرَّك عليك وقال: احلقوا هذين أو قصُّوهما، فإنَّ هذا زِيُّ اليهود)).


[1] في الملف: ((شعرة)).
[2] في (ت) و (ص): ((قلت)).
[3] زاد في (ت): ((بفتح القاف)).
[4] في (ص): ((منه)).