شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب كراهية الصلاة في التصاوير

          ░93▒ بَابُ كَرَاهَةِ الصَّلاَةِ فِي التَّصَاوِيرِ
          فيه أَنَسٌ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلعم: (أَمِيطِي عَنِّي(1) فَإِنَّهُ لا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي). [خ¦5959]
          فيه من الفقه: أنَّه ينبغي التزام الخشوع في الصلاة(2) وتفريغ البال لله تعالى، وترك التعرُّض لكلِّ ما يشغل المصلِّي عن الخشوع، ألا ترى أنَّ رسول الله صلعم نبَّه على هذا المعنى بقوله صلعم: (فَإِنَّهُ لا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي)، وهذا مثل ما عرض له صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّ في الخميصة التي أهداها له أبو جهم فقال: ((اذهبوا بها إلى أبي جهمٍ، فإنِّي نظرت إلى عَلَمها في الصلاة فكاد يفتنني)).
          وفيه من الفقه: أنَّ ما يعرض للمرء في صلاته من الفكرة في أمور الدنيا وما يخطر بباله من ذلك، وما ينظر إليه بعينه أنَّه لا يقطع صلاته، كما لم يقطع صلاة النبيِّ اعتراض التصاوير له فيها، إذ لم يَسلم أحدٌ من ذلك.


[1] في (ز): ((أميطي عنك قرامك)) والمثبت من (ت) و(ص).
[2] قوله: ((في الصلاة)) ليس في (ت) و (ص).