شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب البرانس

          ░13▒ بَابُ البَرَانِسِ
          فيه أَنَسٌ: أنَّه كَان يَلبَسُ بُرْنُسًا أَصْفَرَ مِنْ خَزٍّ. [خ¦5802]
          وفيه(1) ابْن عُمَر: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ للْمُحْرِمُ: لا تَلْبَسِ الْبَرَانِسَ...) الحديث. [خ¦5803]
          قال المؤلِّف(2): سئل مالكٌ عن لباس(3) البرانس أتكرهها، فإنَّها تشبه لباس النصارى؟ قال: لا بأس بها، وقد كانت تلبس هاهنا.
          وقال عبد الله بن أبي بكرٍ: ما كان أحدٌ من القرَّاء إلَّا له برنسٌ يغدو فيه، وخميصةٌ يروح فيها، وأمَّا لباس الخزِّ فقد لبسه جماعةٌ من السلف وكرهه آخرون، فممَّن(4) لبسه: أبو بكرٍ الصدِّيق وابن عبَّاسٍ وأبو قتادة وابن أبي أوفى وسعد بن أبي وقَّاصٍ وجابرٌ وأنسٌ وأبو سعيدٍ الخدريُّ وأبو هريرة وابن الزبير وعائشة، ومن التابعين: ابن أبي ليلى والأحنف وشريحٌ والشعبيُّ وعروة وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعمر بن عبد العزيز أيَّام إمارته، وروى ابن وهبٍ عن مالكٍ أنَّه قال: لا يعجبني لبس الخزِّ ولا أُحرِّمه.
          قال الأبهريُّ: إنَّما كرهه من أجل السرف، ولم يحرِّمه من أجل من لبسه من الصحابة، وكرهه(5): ابن عمر وسالمٌ والحسن وابن سيرين وسعيد بن جبيرٍ، وكان ابن المسيِّب لا يلبسه، ولا ينهى عنه.
          قال عليُّ بن زيدٍ: جلست إلى سعيد بن المسيِّب وعليَّ جبَّة خزٍّ، فأخذ بكمِّ جبَّتي وقال: ما أجود جبَّتك، قلت: وما تغني؟ قد أفسدوها عليَّ، قال: ومن أفسدها؟ قلت: سالمٌ، قال: إذا صلح قلبك فالبس ما شئت، فذكرت قوله للحسن، فقال: إنَّ من صلاح القلب ترك الخزِّ.


[1] في (ت): ((فيه)).
[2] قوله: ((قال المؤلف)) ليس في (ت) و(ص).
[3] في (ت) و (ص): ((لبوس)).
[4] في (ز): ((فمن)) والمثبت من (ت) و (ص).
[5] في (ص): ((فكرهه)).