شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يدعى لمن لبس ثوبًا جديدًا

          ░32▒ بَابُ مَا يُدْعَى بِهِ لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا.
          فيه أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ: (أُتِي النَّبِيُّ صلعم بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُو هَذِهِ الْخَمِيصَةَ؟ فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ، فقَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ، فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صلعم فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ، وقَالَ(1): أَبْلِي وَأَخْلِقِي مَرَّتَيْنِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إلى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ، وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا سَنَا، وَالسَّنَا بالْحَبَشةِ(2): الْحَسَنُ). [خ¦5845]
          قال المؤلِّف: من روى (أَخْلِقِي) بالقاف فهو تصحيفٌ، والمعروف(3) من كلام العرب أخلفي بالفاء، يقال: خَلَفت الثوب إذا أخرجت باليه ولفقته، ويقال: أبلِ وأخلِف، أي: عِش فخرِّق ثيابك وارقعها، هذا كلام العرب.
          وقد روى أبو(4) داود، عن عَمْرو بن عَوْنٍ، عن ابن المبارك، عن الجُرَيريِّ، عن أبي نضرة قال: ((كان أصحاب رسول الله صلعم إذا لبس أحدهم ثوبًا جديدًا قيل له(5): تبلي ويخلف الله)).
          وقوله: (فَأَسْكَتَ الْقَومُ) قال صاحب «الأفعال»: يقال سَكَت سُكُوتًا، وأَسْكَت: %ج4ص1480%صَمَت، ويقال: بل معنى أسكت: أطرق.


[1] في (ص): ((فقال)).
[2] في (ت) و (ص): ((بالحبشية)). وبعدها في (ت): ((للحسن)).
[3] في (ص): ((والمفهوم)).
[4] قوله: ((أبو)) ليس في (ت).
[5] قوله: ((له)) ليس في (ت).