شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المزرر بالذهب

          ░44▒ بَابُ المُزَرَّرِ بِالذَّهَبِ
          فيه الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: (أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَدِمَتْ عَلَيْهِ أَقْبِيَةٌ فَهُوَ يَقْسِمُهَا، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ، فَذَهَبْنَا فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صلعم في مَنْزِلِهِ، فَقَالَ يا بُنَيَّ(1): ادْعُ لِيَ النَّبِيَّ صلعم فَأَعْظَمْتُ(2) ذَلِكَ، وقُلْتُ له: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ الله؟! فَقَالَ: يَا بُنَيِّ، إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ، فَدَعَوْتُهُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرٌ بِالذَّهَبِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ). [خ¦5862]
          هذا الحديث كان في أوَّل الإسلام _والله أعلم_ قبل تحريم الذهب والحرير.
          وفيه أنَّ الخليفة والرجل العالم إذا زال من موضع قعوده للناس ونظره بينهم وتعليمه لهم أنَّه يجوز دعاؤه وإخراجه لما يَعِنُّ إليه من حاجات الناس، وأنَّ خروجه لمن دعاه من التواضع والفضل.


[1] في (ت): ((فقال لي)).
[2] في (ص): ((فعظمت)).