نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أن عبدًا لابن عمر أبق فلحق بالروم

          3068- (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو: القطَّان (عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ) المذكور أوَّلاً أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ عَبْداً لاِبْنِ عُمَرَ أَبَقَ فَلَحِقَ بِالرُّومِ فَظَهَرَ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَدَّهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَّ فَرَساً لاِبْنِ عُمَرَ ☻ عَارَ) بالعين المهملة؛ أي: انفلت وذهب على وجهه، وسيأتي تفسيره عن البخاري (فَلَحِقَ بِالرُّومِ فَظَهَرَ عَلَيْهِ فَرَدُّوهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ).
          (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ) هو البخاري نفسه: (عَارَ مُشْتَقٌّ مِنَ العَيْرِ، وَهُوَ حِمَارُ وَحْشٍ) العَيْر، بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية وآخره راء، هو الحمارُ الوحشي، وقد فسَّر عار بقوله: (أَيْ هَرَبَ) قال ابن التِّين: أراد أنَّه فعل فعله في النِّفار.
          وقال الخليل: يقال: عار الفرس والكلب عياراً؛ أي: أفلت وذهب. وقال الطَّبري: يقال ذلك للفرس إذا فعله مرَّة بعد مرَّة، ومنه قيل للبطَّال من الرِّجال الذي لا يثبتُ على طريقه: عيار، ومنه سهمٌ عائر / إذا كان لا يدري من أين أتى، ثمَّ إنَّ هذا طريق آخر، وفيه خالف يحيى القطَّان عن عبيد الله المذكور حيث جعل ردَّ العبد والفرس كليهما بعد النَّبي صلعم .