نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق

          ░161▒ (باب الرَّجَزِ فِي الْحَرْبِ وَرَفْعِ الصَّوْتِ فِي حَفْرِ الْخَنْدَقِ) أي: باب ما جاء من إنشاد الرَّجز في الحرب.
          والرَّجَز، بفتح الراء والجيم وآخره زاي: هو بحر من بحور الشِّعر، وهو معروف، ونوع من أنواع الشِّعر يكون كل مصراع منه مفرداً، وتسمَّى قصائده أراجيز واحدتها أرجوزة، فهو كهيئة السَّجع إلا أنَّه في وزن الشِّعر، ويسمَّى قائله: راجزاً، كما يسمَّى قائل بحور الشِّعر: شاعراً، ولم يعدُّه الخليل شعراً.
          وقال ابن الأثير: والرَّجز ليس بشعر عند أكثرهم. وقوله: ((ورفعِ الصَّوت)) بالجرِّ عطف على لفظ الرَّجز؛ أي: وبيان ما جاء من رفع الصَّوت في حفرِ الخندق، وهو الذي حفره الصَّحابة من المهاجرين والأنصار ♥ يوم الأحزاب، وكانوا ينقلون التُّراب على ظهورهِم، وينشدون الأراجيز على ما مرَّ في باب حفر الخندق [خ¦2835]، وقد جرت عادة العربِ باستعمال الأراجيز في الحروب؛ / لأنَّها تزيدُ النَّشاط وتهيِّج الهِمَم.
          (فِيهِ) أي: في هذا الباب (سَهْلٌ) أي: حديث سهل بن سعد الأنصاري السَّاعدي ☺ (وَأَنَسٌ) بالرفع عطف على سهل؛ أي: وفيه أيضاً حديث أنس بن مالك ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أمَّا حديث سهل ☺، فقد وصله البخاري في غزوة الخندق [خ¦4098] وفيه: ((اللَّهم لا عيش إلَّا عيش الآخرة)) كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وأمَّا حديث أنس ☺ فقد مضى موصولاً في باب حفر الخندق، في أوائل الجهاد [خ¦2835] وفيه: ((اللَّهم لا خير إلَّا خير الآخرة)) وقد مرَّ الكلام فيه هناك.
          (وَفِيهِ) أي: وفي الباب أيضاً (يَزِيدُ) أي: حديث يزيد من الزِّيادة، هو: ابنُ أبي عبيد، مصغَّراً، مولى سلمة بن الأكوع (عَنْ سَلَمَةَ) أي: ابن الأكوع ☺، وسيأتي في غزوة خيبر إن شاء الله تعالى [خ¦4196] وفيه: ((اللَّهم لولا أنت ما اهتدينا))، وقصَّة عامر بن الأكوع، وسيأتي أيضاً بعد أربعة أبواب ارتجاز سلمة ☺ أيضاً [خ¦4194] بقوله: واليوم يوم الرُّضع.