نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الغزو على الحمير

          ░60▒ (بابُ الْغَزْوِ عَلَى الْحَمِيرِ) كذا في رواية المُسْتملي وحده بغير حديثٍ، / وضم النَّسفي هذه التَّرجمة إلى التي بعدها فقال: <باب الغزو على الحمير، وبغلة النَّبي صلعم البيضاء>.
          قال الحافظ العسقلاني: ولم يتعرَّض لذلك أحدٌ من الشُّراح، وهو مشكلٌ على الحالين، لكن يمكن توجيه رواية المُسْتملي بأن يحمل على أنَّه وضع التَّرجمة وأخلى بياضاً للحديث اللَّائق بها، فاستمرَّ ذلك. قال: وكأنَّه أراد أن يكتب طريقاً لحديث معاذ ☺: ((كنت رِدْفَ النَّبي صلعم على حمارٍ يقال له: عفير)). وقد تقدَّم قريباً في باب اسم الفرس والحمار [خ¦2856]، وكونه كان راكبه يحتمل أن يكون في الحضر وفي السَّفر، فيحصل مقصود التَّرجمة على طريقة من لا يفرق بين المطلق والعام، والله أعلم.
          وأمَّا رواية النَّسفي، فليس في حديثَي الباب إلَّا ذكر البغلة خاصةً، ويمكن أن [يكون] أخلى آخر الباب بياضاً، كما قيل في رواية المُسْتملي، أو يُؤْخَذُ حُكْمُ الحِمار من البَغْلة.
          هذا، والحميرُ جَمْع: حِمَار، ويجمعُ على حُمُر أيضاً، ويجمع الحُمُر على الحُمُرات جمع صحة، وجاء على أَحْمِرة أيضاً، والأنثى حمارة.