نجاح القاري لصحيح البخاري

باب التحريض على الرمي

          ░78▒ (بابُ التَّحْرِيضِ عَلَى الرَّمْيِ، وَقَوْلِ اللَّهِ ╡) بالجر عطفاً على مدخول الباب ({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60]) لمَّح به بما جاء في تفسير القوة في هذه الآية بأنَّها الرَّمي. وعند مسلمٍ من حديث عقبة بن عامر ☺: سمعت رسول الله صلعم يقول وهو على المنبر: ((وأعدُّوا لهم ما استطعتُم من قوةٍ ألا إنَّ القوة الرَّمي)) ثلاثاً.
          ولأبي داود وابن حبان من وجهٍ آخر عن عقبة بن عامر ☺ رفعه: ((إنَّ الله يدخل بالسَّهم الواحد ثلاثةً الجنَّة؛ صانعَه يحتسب في صنعته الخير، والرَّامي به، ومُنبله فارموا واركبوا، وأنْ ترموا أحبَّ إليَّ من أن تركبوا)) الحديث، وفيه: ((ومن ترك الرَّمي بعد ما علمه رغبةً عنه فإنَّها نِعْمَةٌ كَفَرَها)). ولمسلم من وجهٍ آخر عن عقبة رفعه: ((من علم الرَّمْيَ، ثمَّ تركة فليس منَّا، أو فقد عصى))، ورواه ابن ماجه بلفظ: ((فقد عَصَاني)).
          قال القرطبيُّ: إنَّما فسَّر القوة بالرَّمي وإن كانت القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب؛ لكون الرَّمي أشد نكايةً في العدو وأسهل مؤنة؛ لأنَّه قد يَرْمِي رأسَ الكتيبة فيُصاب فينهزم من خَلْفَه.
          وقد مرَّ الكلام في هذه الآية في كتاب الجهاد، في باب من احتبس فرساً في سبيل الله [خ¦2853].