نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من حدث بمشاهده في الحرب

          ░26▒ (بابُ مَنْ حَدَّثَ بِمَشَاهِدِهِ) جمع مشهد، موضع الشُّهود؛ أي: الحضور (فِي الْحَرْبِ) أراد بهذا أنَّ / للرَّجل أن يحدِّث بما تقدَّم له من العناء في إظهار الإسلام وإعلاء كلمته ليتأسَّى بذلك المتأسِّي ويُقْتَدَى به، ولِتَرغيبِ النَّاس في ذلك، وأمَّا الذي يحدِّث لإظهار شجاعته والافتخار بما صنع، فذلك لا يجوز.
          (قَالَهُ أَبُو عُثْمَانَ) هو: عبدُ الرَّحمن النَّهدي، بفتح النون (عَنْ سَعْدٍ) أي: ابن أبي وقاص، وأشار بذلك إلى ما سيأتي موصولاً في المغازي [خ¦4326]، عن أبي عثمان عن سعد: ((إنِّي أوَّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله)). وإلى ما سيأتي أيضاً موصولاً في فضل طلحة ☺ عن أبي عثمان أيضاً [خ¦3722]: ((لم يبق مع النَّبي صلعم في تلك الأيام التي قاتل فيها غير طلحة وسعد. عن حديثهما))؛ أي: إنَّها حدَّثاه بذلك(1) .


[1] في هامش الأصل: يعني أنَّ قوله: لم يبق مع النبي صلعم حديث طلحة وسعد. روى أبو عثمان عنهما. منه.