مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الموعظة ساعةً بعد ساعة

          ░69▒ باب الموعظة ساعة بعد ساعة
          فيه حديث شقيق كنا ننتظر عبد الله، إذ جاء يزيد بن معاوية فقلنا: ألا تجلس؟ الحديث.
          ومعنى (يتخولنا): يتعهدنا وقتاً بعد وقت؛ مخافة الملل، وكان الأصمعي يقول: يتخوننا بالنون: يتعهدنا.
          يزيد بن معاوية هذا نخعي، كوفي، عابد، دخل على ابن مسعود فيما ذكره الصريفيني، وقتل غازياً بفارس، ويزيد بن معاوية غيره خمسة.
          قال والدي ⌂:
          (باب فضل ذكر الله تعالى).
          قوله: (محمد بن العلاء) بالمد و(بريد) مصغر البرد بالموحدة والراء والمهملة و(أبو بردة) بضم الموحدة وإسكان الراء وبالمهملة.
          فإن قلت: ما وجه المشابهة بين الذاكر والحي؟ قلت: الاعتداد به والنفع والنصرة وغيرهما / .
          قوله: (جرير) بفتح الجيم وكسر الراء الأولى و(الأعمش) سليمان و(أبو صالح) ذكوان و(الذكر) متناول للصلاة وقراءة القرآن وتلاوة الحديث وتدريس العلوم ومناظرة العلماء ونحوها و(هلموا) أي: تعالوا، وهذا ورد على اللغة التميمية حيث لا يقولون باستواء الواحد والجمع فيه.
          قوله: (فيسألهم) فإن قلت: ما وجه السؤال وهو أعلم به؟ قلت: وهو أعلم فيه فوائد من جملتها الإظهار على الملائكة أن في بني آدم المسبحين والمقدسين.
          وفيه شرف أصحاب الأذكار وأهل التصوف الذين يلازمونها ويواظبون عليها وكثرة أعداد الملائكة وشهادتهم على بني [آدم] بالخيرات.
          وفيه استدراك لما سبق منهم من قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة:30].
          وفيه إثبات الجنة والنار.
          وفيه أن الصحبة لها تأثير عظيم وأن جلساء السعداء سعداء والتحريض على صحبة أهل الخير.
          قوله: (شعبة) أي: ابن الحجاج و(لم يرفعه) أي: إلى رسول الله صلعم و(سهيل) مصغر ابن أبي صالح ذكوان السمان.
          قوله: (محمد بن مقاتل) بكسر الفوقانية و(سليمان التيمي) بفتح الفوقانية وكسر التحتانية (وأبو عثمان) عبد الرحمن النهدي بفتح النون وإسكان الهاء وبالمهملة و(أخذ) أي طفق يمشي.
          و(الثنية) العقبة وشك الراوي في اللفظ وهذا على مذهب من يحتاط ويزيد نقل اللفظ بعينه.
          قوله: (كنز الجنة) فإن قلت: الكلمة كيف كانت من الكنز؟ قلت: إنها كالكنز في كونها ذخيرة نفيسة يتوقع الانتفاعات منها مر مراراً.
          قوله: (رواية) أي: عن النبي صلعم.
          فإن قلت: ما فائدة (إلا واحدا)؟ قلت: التوكيد ودفع التصحيف ملتبساً بسبع وسبعين، أو الوصف بالعدد الكامل في ابتداء السماع.
          فإن قلت: فما الحكمة في الاستثناء وتنقيص واحد منها؟ قلت: الفرد أفضل من الزوج ومنتهي الأفراد من المراتب من غير التكرار تسع وتسعون؛ لأن مائة وواحداً يتكرر فيه الواحد ومر وجه آخر في آخر كتاب الشروط.
          قوله: (حفظها) يريد: بالمحافظة محافظة مقتضياتها والتصديق بمعانيها وقيل: ليس فيه حصر لأسمائه، إذ ليس معناه أنه ليس له اسم غيره، بل معناه أن هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة؛ أي: المراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها [لا] الإخبار بحصر الأسماء فيها، وقيل: أسماء الله وإن كانت أكثر منها لكن معاني جميعها محصورة فيها فلذلك حصر فيها، قيل وفيه دليل على أن أشهر أسمائه هو ((الله)) تعالى لإضافة الأسماء إليه، وفيه أن الاسم هو المسمى وقيل هو الاسم الأعظم(1).
          قوله: (وتر) بالكسر هو الفرد وقد يفتح أيضاً، ومعناه هاهنا أنه واحد لا شريك له ويحب الوتر، ولهذا جعل الصلوات خمساً والطواف سبعاً وندب التثليث في أكثر الأعمال وخلق السماء سبعاً ونحو ذلك.
          قوله: (عمر بن حفص) بالمهملتين و(شفيق) بفتح المعجمة وكسر القاف الأولى و(يزيد) من الزيادة ابن معاوية النخعي الكوفي ذكره الذهبي في كتاب الترهيب و(صاحبكم) أي: عبد الله بن مسعود و(أما) بالتخفيف و(إني) بالكسر و(أخبر) بلفظ المجهول و(بمكانكم) أي: كأنه مشغول بكم أو المكان بمعنى الكون و(يتخولنا) بإعجام الخاء يتعهدنا و(السآمة) الملالة وزنا ومعنى مر في كتاب العلم.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: قيل: الله اسم الذات، والبواقي أسماء الصفات، فالله يوصف ولا يوصف به وقد سلف ما يشبه هذا التقرير)).