مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدعاء في الصلاة

          ░17▒ باب الدعاء في الصلاة
          فيه ثلاثة أحاديث:
          1- حديث الصديق أنه قال لرسول الله صلعم: علمني دعاء.. الحديث وسلف في الصلاة.
          وقال عمرو بن الحارث، عن يزيد، إلى آخره.
          هذا أخرجه الإسماعيلي عن أبي يعلى: بسنده عن عمرو، وهو ابن الحارث عن يزيد، به سواء.
          2- حديث عائشة: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِك} [الإسراء:110] وسلف أيضاً.
          3- حديث أبي وائل، عن عبد الله قال: كنا نقول في الصلاة: السلام على الله.. الحديث سلف في الصلاة.
          وفيه: من الفقه أن للمصلي أن يدعو الله في جميع صلاته بما بدا له من حاجات دنياه وأخراه وذلك أنه ◙ علم الصديق مسألة وبه المغفرة لذنوبه في صلاته وذلك من أعظم حاجات العبد إلى ربه وكذلك حكم مسألته إياه سائر حاجاته.
          وقد روي عن أبي الدرداء أنه قال: إني لأدعو وأنا ساجد لسبعين أخاً من إخواني أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم.
          وفيه: دليل أن الواجب على العبد أن يكون على حذر من ربه في كل أحواله، وإن كان من أهل الاجتهاد في عبادته في أقصى غاية، إذ كان الصديق مع موضعه من الدين لم يسلم مما يحتاج إلى استغفار ربه منه.
          في حديث عائشة تسمية الصلاة دعاء ولا يكاد يقع ذلك للقراءة.
          وقيل: إنما قيل للصلاة: دعاء؛ لأنها لا تكون إلا به، والدعاء صلاة سميت باسمه، وقال غيرها: نزلت في القراءة، فإن المشركين كانوا إذا قرأ ◙ سبوا القرآن ومن جاء به ومن أنزله، فصار يخفته فنزلت.
          قال والدي ⌂:
          (باب التكبير).
          قوله: (سليمان بن حرب) ضد الصلح و(الحكم) بالمفتوحتين ابن عتيبة مصغر عتبة الدار و(ابن أبي ليلى) بفتح اللامين مقصوراً عبد الرحمن.
          قوله: (من الرحى) وذلك بسبب أنها كانت تطحن بنفسها البر والشعير للخبز و(مكانك) بالنصب أي: ألزمه.
          فإن قلت: ما وجه الخيرية بالنسبة إلى مطلوبه؟ قلت: إما أن يراد أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا والآخرة خير / وأبقى وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طالبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليها مر الحديث في كتاب النفقات.
          و(خالد) هو الحذاء و(ابن سيرين) محمد.
          قوله: (المعوذات) بكسر الواو أريد به المعوذتان وسورة الإخلاص تغليباً أو أريد هاتان وما يشبههما من القرآن أو [أقل] الجمع اثنان ومر في الطب.
          قوله: (زهير) مصغر الزهر ابن معاوية الجعفي الكوفي و(الداخلة) ضد الخارجة الطرف و(خلفه) بلفظ الماضي ومعناه: أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون قد دخل حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات وهو لا يشعر ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن [كان] شيء هناك.
          فإن قلت: ما وجه تخصيص الترجمة بالإمساك والحفظ بالإرسال؟ قلت: الإمساك كناية عن الموت والرحمة تناسبه والإرسال عن البقاء في الدنيا والحفظ مناسب له.
          و(أبو ضمرة) بفتح المعجمة وإسكان الميم وبالراء أنس بن عياض الليثي المدني و(عبيد الله) هو ابن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطاب و(يحيى) وهو القطان و(بشر) بالموحدة المكسورة ابن المفضل بفتح المعجمة الشديدة و(ابن عجلان) بفتح المهملة وسكون الجيم محمد الفقيه المدني.
          وغرضه أن في هذين الطريقين روى سعيد عن أبي هريرة بدون واسطة الأب بخلاف الطريقة الأولى، وقال ثانياً رواه أولاً قال لأن الرواية تستعمل عند التحميل والقول عند المذاكرة.
          قوله: (أبو عبد الله الأغر) بالمعجمة وشدة الراء سلمان الجهني المدني و(أبو سلمة) بالمفتوحتين.
          فإن قلت: الله تعالى منزه عن المكان والحركة والتنزل هو الحركة من جهة العلو إلى جهة السفل؟ قلت: الحديث من المتشابهات ولا بد من التأويل إذ البراهين القاطعة دلت على تنزهه منه، فالمراد نزول ملك الرحمة ونحوه أو من التفويض.
          فإن قلت: في الترجمة نصف الليل وفي الحديث الثلث؟ قلت: حين يبقى الثلث يكون قبل الثلث وهو المقصود من النصف.
          قوله: (محمد بن عرعرة) بفتح المهملتين وسكون الراء الأولى و(عبد العزيز بن صهيب) مصغر الصهب بالمهملة و(الخبث) قال الخطابي: هو جمع الخبيث [و(الخبائث) جمع الخبيثة] يريد بهما ذكران الشياطين وإناثهم.
          وقال محيي السنة: الخبث الكفر والخبائث الشياطين ومر في أول كتاب الوضوء.
          قوله: (يزيد) من الزيادة ابن زريع مصغر الزرع أي: الحرث و(حسين) أي: المعلم و(عبد الله بن بريدة) مصغر البردة بالموحدة والراء وبالمهملة و(بشير) بتصغير البشر بالموحدة والمعجمة، ابن كعب العدوي بالمهملتين المفتوحتين و(شداد) بفتح المعجمة وتشديد المهملة الأولى ابن أوس بفتح الهمزة وبالواو وبالمهملة.
          و(أبوء) أي: أعترف مر الحديث آنفاً مع الحديثين الذين بعده و(ربعي) بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر المهملة وشدة التحتانية ابن حراش بكسر المهملة وخفة الراء وبالمعجمة و(أبو حمزة) بالمهملة والزاي محمد بن ميمون السكري و(خرشة) بالمعجمتين والراء المفتوحات، ابن الحر ضد العبد الفزاري بالفاء والزاي والراء و(أبو ذر) بتشديد الراء جندب الغفاري.
          قوله: (يزيد) من الزيادة ابن أبي حبيب ضد العدو و(أبو الخير) ضد الشر مرثد بفتح الميم والمثلثة وسكون الراء بينهما وبالمهملة الحميري و(عبد الله) هو ابن عمرو بن العاص و(الظلم) هو وضع الشيء في غير موضعه و(الذنب) كذلك، وهذا الدعاء من الجوامع إذ فيه اعتراف بغاية التقصير وهو كونه ظالماً ظلماً كثيراً وطلب غاية الإنعام التي هي المغفرة والرحمة إذ المغفرة ستر الذنوب ومحوها والرحمة إيصال الخيرات، فالأول عبارة عن الزحزحة عن النار والثاني إدخال / الجنة وهذا هو الفوز العظيم اللهم اجعلنا من الفائزين بكرمك يا أكرم الأكرمين مر في الصلاة.
          قوله: (عمرو بن الحارث) المصري و(علي) قال الكلاباذي: هو ابن مسلمة بفتح اللام اللبقي باللام والموحدة المفتوحتين النيسابوري و(مالك بن سعير) مصغر السعر بالمهملتين التميمي، وفي بعضها بالصاد بدل السين و(الدعاء) أي: الدعاء الذي في الصلاة ليوافق الترجمة.
          قوله: (عثمان بن أبي شيبة) بفتح المعجمة ضد الشباب و(جرير) بفتح الجيم و(أبو وائل) بالهمز بعد الألف اسمه شقيق و(ذات يوم) لفظ الذات مقحم، أو هو من إضافة المسمى إلى اسمه و(السلام) اسم من أسماء الله الحسنى و(يتخير) أي: يختار، مر في كتاب الصلاة وثمة بلفظ الدعاء مكان الثناء، انتهى كلام والدي ⌂.
          أقول:
          قوله: (أنت نور السموات) معناه: ذو النور أي: خالقه قيل منور الدنيا بالشمس والقمر، وقيل: منور قلوب عباده المؤمنين بالهداية والمعرفة.
          قوله: (قيم السموات والأرض) أي: العالم بأمرهما والقيم والقيام والقيوم والقوام سواء.
          قوله: (قرأ بالمعوذات) هي {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} والمعوذتين إنما قال تلك تغليباً كالقمرين والعمرين والأسودين والأبيضين.
          قوله: (ما خلقه عليه) أي: ما صار فيه بعده من الهوام.
          قوله: (بداخلة إزاره) هو حاشيته من داخل.