مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدعاء مستقبل القبلة

          ░25▒ باب الدعاء مستقبل القبلة
          وساق حديث عبد الله بن زيد: خرج رسول الله إلى هذا المصلى يستسقي الحديث.
          واعترض الإسماعيلي فقال: هذا الحديث في الباب قبله أدخل منه هنا، ولعل أبا عبد الله أراد أنه كما استقبل القبلة وقلب رداءه دعا حينئذ وليس كذلك، قلت: بلى.
          وقد روى (خ) في باب الاستسقاء في التحويل والجهر، وقال فيهما: فاستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما.
          قلت: والدعاء حسن كيف ما تيسر وبكل حال؛ ألا ترى قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران:191] فمدحهم الله ولم يشترط في ذلك حالة دون حالة، ولذلك دعا ◙ في الحديث الأول في خطبته يوم الجمعة، وهو غير مستقبل القبلة، وفي الاستسقاء استقبلها.
          قوله في الباب الأول: (فتغيمت السماء) الغيم: السحاب، يقال: غامت السماء وأغامت وأغيمت وتغيمت بمعنى.
          قوله: (يسقيها) تقرأ بضم الياء ويجوز فتحها سقى وأسقى بمعنى، وقيل بالفرق كما سلف في موضعه.
          قوله: (ومطرنا) أي: رحمنا، قال الهروي: وكذا أمطرنا هذا قول أهل اللغة، وفي التفسير: أمطر في العذاب ومطرنا في الرحمة. وفي ((الصحاح)): وقد مطرنا وناس يقولون: مطرت السماء وأمطرت بمعنى.
          وفيه: حجة على أبي حنيفة في التحويل وعند الشافعي: ينكسه أيضاً خلافاً لمالك، وقال ابن الجلاب: هو بالخيار. وعلل بالتفاؤل بالانتقال من حال إلى حال. وأنكره بعضهم وألزم بتحويل الخاتم وغيره مما يسرع تحويله وقد سلف هذا كله.