مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب فضل التهليل

          ░64▒ باب فضل التهليل
          فيه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلعم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)) إلى آخره.
          ثم قال (خ): ثنا عبد الله بن محمد... إلى آخره.
          قال عمر بن أبي زائدة وثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خيثم مثله فقلت للربيع فممن سمعته؟ قال: من عمرو بن ميمون فأتيت عمرو بن ميمون فقلت ممن سمعته قال من ابن أبي ليلى فأتيت ابن أبي ليلى فقلت ممن سمعته قال من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن النبي صلعم.
          قلت: فهو من هذا الوجه تساعي الإسناد وهو غريب ومن الأول سباعي وقال ابراهيم بن يوسف إلى آخره.
          روى جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلعم أنه قال: ((أفضل الذكر التهليل: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله)).
          وقال ◙: ((أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله)) كذا أورده ابن بطال، وقد قيل: إنه اسم الله الأعظم.
          وذكر الطبري من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن عبد الله بن بابا المكي، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: إن الرجل إذا قال: لا إله إلا الله، فهي كلمة الإخلاص التي لا يقبل الله عملاً حتى يقولها؛ فإذا قال: الحمد لله، فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله أحدٌ حتى يقولها.
          وروى الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: ((من قال: لا إله إلا الله فليقل على إثرها: الحمد لله رب العالمين)) وقد روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً: ((أول من يدخل الجنة الحمادون؛ الذين يحمدون الله في السراء والضراء)).
          وقال ◙: ((من قال: أشهد أن ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، والشكر، فقد أدى شكر ذلك اليوم)).
          وكان ◙ إذا أتاه أمر يكرهه قال: ((الحمد لله على كل حال)) وإذا رأى أمراً يسره قال: ((الحمد لله، الذي بنعمته تتم / الصالحات)).
          قوله: (عدل عشر رقاب) أي: مثل أجرها.
          قال ابن التين: قرأناه بفتح العين، قال الأخفش: العدل بالكسر المثل، وبالفتح أصله، مصدر قولك: عدلت لهذا عدلاً حسناً، تجعله اسماً للمثل، فتفرق بينه وبين عدل المتاع.
          وقال الفراء: الفتح: ما عدل الشيء من غير جنسه، والكسر المثل، فإذا أردت قيمته من غير جنسه نصبت وربما كسرها بعض العرب، وكأنه منهم غلط.
          قوله: (إلا رجل) هو بالرفع، مثل قوله تعالى: {مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} [النساء:66] وقرأ ابن عباس بالنصب على الاستثناء، وهو بعيد في النفي.
          قوله: (من قال عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل) قيل: يحتمل أن يكون مفسراً للآخر، وتكون العشرة المتقدم ذكرها من ولد إسماعيل أيضاً، ووجه كونها منهم أن عتق من كان من ولده له فضل على عتق غيره، وذلك أن محمداً وإسماعيل وإبراهيم صلوات الله عليهم بعضهم من بعض.