مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول الله تعالى: {وصل عليهم}

          ░19▒ باب قوله: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة:103] ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه
          وقال أبو موسى: قال النبي صلعم: ((اللهم [اغفر] لعبيد)) الحديث وسلف مسنداً في الجهاد.
          وذكر فيه أحاديث:
          1- حديث سلمة بن الأكوع: خرجنا مع رسول الله إلى خيبر، الحديث.
          2- حديث ابن أبي أوفى: كان النبي صلعم إذا أتاه رجل بصدقته الحديث.
          3- حديث جرير قلت: يا رسول الله: إني لا أثبت على الخيل الحديث وسلف.
          4- حديث أنس قالت أم سليم لرسول الله: أنس خادمك الحديث.
          5- حديث عائشة: سمع النبي صلعم رجلاً يقرأ الحديث.
          6- حديث أبي وائل / ، عن عبد الله قال: قسم رسول الله قسماً، فقال رجل: الحديث وسلف.
          وكلها دالة على دعاء المسلم لأخيه دون نفسه، كما ترجم.
          وقد صح عن رسول الله أن دعاء المرء لأخيه مجاب؛ روى (م) عن أبي الدرداء مرفوعاً: ((دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل)).
          وفي (د) (ت) (ق) من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب)).
          قال (ت): غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده الإفريقي وهو يضعف في الحديث.
          روى سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: ((خمس دعوات مستجابات: دعوة المظلوم حتى ينتصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه)).
          وروي عن بعض السلف أنه إذا دعا المرء لأخيه فليبدأ بنفسه.
          ومعنى: {صَلِّ عَلَيْهِمْ} ادع لهم واستغفر، ومعنى: {إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة:103] أي: دعاؤك تثبت لهم وطمأنينة.
          وآل أبي أوفى هنا نفسه. وقال ابن التين: يعني: عليه وعلى آله. قال: وفيه أن الرجل يقع على أهله وأتباعه، الأهل: أهل الدار خاصة، قال: وعن مالك: لا يقال لفظ الصلاة في غير الأنبياء.
          والخلصة: بفتح الخاء واللام: نصب يعبد من دون الله، والنصب بضم النون والصاد الساكنة، وفتح النون أيضاً، وقال القتبي: هو صنم أو حجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده.
          قوله: (يسمى كعبة اليمانية) هو بتخفيف الياء وأصله تشديدها فخففوا ياء النسبة كقولهم: تهامُونَ وأشعرون، وفي ((الصحاح)): ذو الخلصة: بيت لخثعم كان يدعى الكعبة اليمانية، وكان فيه بيت يدعى الخلصة يهدم.
          وصك: ضرب، ومنه {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} [الذاريات:29].
          والعصبة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين، وقال ابن فارس: نحو العشرة.
          في حديث أنس جواز الدعاء بكثرة المال والولد. قال الداودي: وروي من طريق لا يثبت عنه: ((اللهم من آمن بي وصدق ما جئت به، فأقلل له من المال والولد)) قال: ولا يصح ذلك، كيف والشارع حض على النكاح والتماس الولد.
          قوله: (أذكرني) يقال: ذكرت الشيء بعد النسيان وتذكرته وذكرته غيري وذكرته بمعنى.