مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدعاء عند الخلاء

          ░15▒ باب الدعاء عند الخلاء
          هو ممدود وأصله المكان الخالي، مأخوذ من الخلوة.
          ذكر فيه حديث شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان النبي صلعم إذا دخل الخلاء قال: الحديث، وسلف في الطهارة.
          والخبث والخبائث: الشيطان الرجيم، قاله الحسن ومجاهد، وفيه أقوال أخر سلفت هناك.
          وعبارة الداودي: يحتمل أن يكون الخبث: الشيطان أو المعصية، والخبائث: المعاصي كلها.
          وقد جاء معنى أمره ◙ بالاستعاذة عند دخول الخلاء في حديث معمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس أنه ◙ قال: ((إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) فأخبر أن الحشوش مواطن الشياطين، فلذلك أمرنا بالاستعاذة عند دخولها.
          وروى ابن وهب عن حيوة بن شريح، عن أبي عقيل أنه سمع سعيد المقبري يقول: إذا دخل الرجل الكنيف لحاجته ثم ذكر اسم الله كان ستراً بينه وبين الجن، فإذا لم يذكر الله نظر إليه الجن يسخرون ويستهزءون به.
          قلت: فيستحب / الابتداء بهذا عند إرادة الدخول، كما جاء في رواية سلفت: ((إذا أراد)).
          قال ابن التين: ويقول ذلك في نفسه غير جاهر به.
          قلت: لا مسلم له، وينبغي الجهر به.
          نقل ابن التين عن الشيخ أبي محمد أنه مما يستحب عند الخلاء أن يقول: الحمد لله الذي رزقني لذته، وأخرج عني(1) مشقته، وأبقى في جسمي قوته.
          قلت: وهذا إنما هو عند الخروج لا جرم.
          قال ابن بطال: روي عن رسول الله أنه قال: ((إذا خرج أحدكم من الغائط فليقل: الحمد لله الذي أخرج عني ما يؤذيني وأمسك علي ما ينفعني)).


[1] في هامش المخطوط: في (خ): ((جسمي)).