مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب التعوذ من جهد البلاء

          ░28▒ باب التعوذ من جهد البلاء
          فيه حديث سفيان وهو ابن عيينة حدثني سمي، عن أبي صالح، إلى آخره.
          كل ما أصاب الإنسان من شدة المشقة والجهد فيما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه عن نفسه، فهو من جهد البلاء.
          وروي عن عمر أنه سئل عن جهد البلاء فقال: قلة المال وكثرة العيال.
          قلت: وهو بفتح الجيم أي: مشقته، وعبارة القزاز: هو أقصى ما تبلغ. قال: وتفتح جيمه وتضم.
          والبلاء ممدود فإذا كسرت الباء قصرت.
          ودرك الشقاء نحفظه بالإسكان. وفي ((الصحاح)): الدرك: التبعة، يسكن ويحرك، من درك فعلي خلاصه.
          وقال القزاز: درك الشقاء إدراكه.
          وقال ابن بطال: درك الشقاء ينقسم قسمين في أمر الدنيا والآخرة، وكذلك سوء القضاء هو عام أيضاً في النفس والمال والأهل والخاتمة والمعاد، وشماتة الأعداء مما ينكأ القلب ويبلغ من النفس أشد مبلغ.
          وهذه جوامع ينبغي للمؤمن التعوذ بالله منها كما تعوذ الشارع منها، وإنما دعا بذلك؛ معلماً لأمته ما تتعوذ بالله منه، فقد كان أمنه الله ╡ من كل سوء.
          وذكر عن أيوب ◙ أنه سئل على أي حال بلائه كان أشد عليه؟ قال: شماتة الأعداء أعاذنا الله من جميع ذلك بكرمه.