مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدعاء عند الوضوء

          ░49▒ باب الوضوء عند الدعاء
          فيه حديث أبي موسى قال: دعا النبي صلعم بماء فتوضأ، ثم رفع يديه الحديث.
          فيه: استعمال الوضوء عند الدعاء وعند ذكر الله تعالى.
          وذلك أن كمال أحوال الداعي والذاكر وما يرجى له به الإجابة؛ لتعظيمه الله وتنزيهه له حين لم يذكره إلا على طهارة.
          ولهذا المعنى تيمم ◙ بالجدار عند بئر جمل حين سلم عليه الرجل، وكذلك رد السلام عليه على تيمم، وإن لم يكن له سبيل إلى الوضوء بالماء.
          وعلى هذا مضى ◙، ومضى سلف الأمة.
          كانوا لا يفارقون حال الطهارة ما قدروا؛ لكثرة ذكرهم الله تعالى وكثرة تنفلهم.
          وقد روي عن ابن عباس أنه ◙ كان يبول ويتيمم، فأقول: إن الماء قريب. فيقول: ((لعلي لا أبلغه)).
          وفيه: حجة لمن استحب رفع اليدين في الدعاء، وسلف.
          قال والدي ⌂:
          (باب الدعاء برفع الوباء) مقصوراً وممدوداً المرض العام وقيل الموت الذريع و(الجحفة) بضم الجيم وإسكان المهملة وبالفاء ميقات أهل مصر والشام، وكان سكانها في ذلك الوقت يهود.
          وفيه الدعاء على الكفار بالأمراض والبليات.
          قوله: (في مدنا) أي: فيما يقدر به أو بركته مستلزمة لبركته، والمراد كثرة الأقوات من الثمار والغلات مر قبيل كتاب الصوم.
          قوله: (عامر) هو: ابن سعد بن أبي وقاص و(الشكوى) غير منصرف المرض و(أشفيت) أي: أشرفت عليه ودنوت منه، وكان له ابنة واحدة في ذلك الحين واسمها عائشة و(الشطر) النصف و(كبير) بالموحدة، وروي بالمثلثة و(أن تذر) بفتح الهمزة وقيل: معناه لأن تذر و(العالة) جمع العائل وهو الفقير و(يتكففون) أي: يمدون إلى الناس أكفهم بالسؤال و(أخلف) يعني في مكة.
          قال النووي: المراد بالتخلف في ولعلك تخلف طول العمر وهو من المعجزات، فإنه عاش حتى فتح العراق وانتفع به المسلمون وتضرر به المشركون.
          قوله: (أمض) بفتح الهمزة يقال أمضيت الأمر أي: أنفذته أي تممتها لهم ولا ينقصها عليهم و(البائس) شديد الحاجة و(سعد بن خولة) بفتح المعجمة وسكون الواو وباللام وكان مهاجراً بدريًّا مات بمكة في حجة الوداع قال سعد بن أبي وقاص: رثى لابن خولة رسول الله صلعم أي ترحم عليه ورق له من جهة وفاته بمكة، وذلك لأنه كان يكره أن يموت بمكة التي هاجر منها ويتمنى أن يموت بغيرها فلم يعط متمناه، ومر مباحث الحديث في الجنائز.
          قوله: (الحسين) مصغراً ابن علي الجعفي الكوفي و(زائدة) فاعلة من الزيادة (ابن قدامة) الثقفي و(مصعب) بضم الميم مر آنفاً مع الحديث و(وكيع) بفتح الواو وكسر الكاف وبالمهملة، ابن الجراح بالجيم وشدة الراء وبالمهملة و(الدنس) بفتح النون الوسخ سبق الحديث آنفاً و(سلام) بتشديد اللام ابن أبي مطيع ضد العاصي و(خالته) أي: عائشة أم المؤمنين و(محمد) هو إما ابن سلام وإما ابن المثنى و(أبو معاوية) محمد بن خازم بالمعجمة والزاي.
          قوله: (محمد بن بشار) بتشديد المعجمة و(أم سليم) مصغر السلم أم أنس و(ما أعطيته) أعم من المال والولد فيتناول الدين والعلم وإجابة دعوة رسول الله صلعم / في حقه مشهورة ومر مراراً.
          قوله: (هشام) هو ابن زيد بن أنس بن مالك روى عن جده وروى عنه شعبة وفي بعضها هشام بن عروة والأول هو الصحيح و(سعيد بن الربيع) بفتح الراء، ضد الخريف الهروي.
          قوله: (الاستخارة) أي: طلب الخيرة بوزن العنبة اسم من قولك اختاره الله و(مطرف) بضم الميم وفتح المهملة وشدة الراء المكسورة أبو مصعب بلفظ المفعول بالمهملتين و(عبد الرحمن بن أبي الموال) بفتح الميم نحو المساجد و(محمد بن المنكدر) بصيغة فاعل الانكدار و(إذا هم) أي: إذا قصد الإتيان بفعل أو ترك و(أستخيرك) أي: أطلب منك الخيرة ملتبساً بعلمك بخيري وشري، ويحتمل أن تكون الباء للاستعانة أو للقسم و(أستقدرك) أي: أطلب القدرة منك أن تجعلني قادراً عليه، ويقال: استقدر الله خيراً سأله أن يقدر له به وفيه لف ونشر غير مرتب.
          قوله: (إن كنت) فإن قلت كلمة: إن للشك ولا يجوز الشك في كون الله تعالى عالماً؟ قلت: الشك في أن علمه متعلق بالخير أو الشر لا في أصل العلم.
          قوله: (أو قال) هو شك من الراوي وترديد منه.
          فإن قلت: ما المردد بينهما؟ قلت: يحتمل أن يكون العاجل والآجل مذكورين بدل الألفاظ الثلاثة وأن يكونا بدل الأخيرين.
          فإن قلت: فكيف يخرج الداعي به عن عهدة التقصي حتى يكون جازماً بأنه قال كما قال رسول الله صلعم؟ قلت: يدعو به ثلاث مرات يقول تارة في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وأخرى في عاجلي وآجلي وثالثة في ديني وعاجلي وآجلي.
          قوله: (فاقدره) بضم الدال وكسرها أي: اجعله مقدوراً لي أو قدره لي وقيل معناه يسره لي و(رضني) أي اجعلني راضياً بذلك و(يسمي) أي: يعين حاجته مثل أن يقول إن كنت تعلم أن هذا الأمر من السفر أو التزوج ونحوه مر في أواخر كتاب صلاة التطوع.
          قوله: (محمد بن العلاء) بالمد و(أبو أسامة) حماد و(بريد) مصغر البرد بالموحدة والراء والمهملة و(أبو بردة) بضم الموحدة وسكون الراء و(عبيد) مصغر ضد الحر اسم أبي عامر الأشعري عم أبي موسى، رمي أبو عامر في ركبته يوم أوطاس بالمهملتين فمات به فلما أخبر رسول الله صلعم بذلك دعا له مر ثمة في المغازي.